درنة هي مدينة جبلية ليبية تقع على ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا. يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، ومن الجنوب سلسلة من تلال الجبل الاخضر يقدر عدد سكانها بمئة ألف نسمة. تعاقبت عليها حضارات مختلفة من الإغريق والروم والعرب والعثمانيين والإيطاليين. شهدت المدينة أحداثا تاريخية هامة مثل استشهاد الصحابي زهير بن قيس ومن معه، واحتلال الأميركيين لها بعد معركة درنة 1805 أول معركة تخوضها الولايات المتحدة خارج أرضها، وألمانيا النازية والثورة الليبية عام 2011. تتميز المدينة بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها العريق وغطائها النباتي ومياهها العذبة ومينائها البحري، كما تعتبر ثاني كبرى مدن الجبل الاخضر ويشطر المدينة مجرى الوادي إلى شطرين وهذا الوادي يسمى وادي درنة وهو أحد الأودية الكبيرة المعروفة في ليبيا. حيث تسقى بمياه عذبة تتدفق إليها عبر قنوات الساقية من نبعين غزيرين أحدهما يعرف باسم عين البلاد، والثاني باسم عين بومنصور وهذا تنحدر مياهه من ربوة عالية إلى مسيل الوادي يسمى الشلال أو شلال بومنصور.
ولقد تغنى شعراء الفصحى وغير الفصحى بجمال درنة وبخضرتها النامية وظلالها الوارفة وبمائها العذب وهوائها العليل، كما أشادوا بكرم أهلها ورقة طباعهم. وتحدّث كتّاب وسياح عرب وأجانب عن أحيائها وآثارها وسماها بعضهم عروس ليبيا ودرة البحر المتوسط.
في الحادي عشر من سبتمبر 2023، اختفى رُبع المدينة ودمّر بسبب انهيار سد درنة في ليبيا الناجمة عن العاصفة دانيال (انظر أدناه) والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 5,000 من سكانها وتركت 10,000 في عداد المفقودين.