في عام 1987 قام الباحثان ريتشارد م. كارب ومايكل أ. رابين بإنشاء خوارزمية بحث في النصوص سُميت باسم خوارزمية رابين – كارب أو خوارزمية كارب – رابين. وهي تُعد من الخوارزميات المشهورة في علم الحاسوب. تستخدم هذه الخوارزمية مبدءًا من مبادئ التجزئة (hashing) لإيجاد تطابق تام لسلسلة من الرموز (string) في نص وهو التجزئة المتدرجة (rolling hash). باستخدام التجزئة المتدرجة تقوم الخوارزمية بشكل سريع باستثناء مواقع من النص لا يُمكن مطابقتها للسلسلة المراد البحث عنها، وتكتفي بالبحث ضمن المواقع المتبقية عن التطابق المطلوب. من الممكن تعميم فكرة الخوارزمية للبحث عن أكثر من تطابق واحد للسلسلة في نفس النص، أو البحث عن تطابق لعدة سلاسل مختلفة فيه.
يتم حساب معدل الوقت المتوقع (expected time) الذي تحتاجه الخوارزمية لإيجاد تطابق واحد لسلسة من الرموز في نص عن طريق إيجاد مجموع أطوال السلسلة والنص معًا، مما يُعد وقتًا خطيًّا (linear). أما بالنسبة للتعقيد الزمني الأسوأ (worst-case time complexity) فيُحسب كحاصل ضرب هذين الطولين. أما في حالة إيجاد عدة تطابقات للسلسلة، فتحتاج الخوارزمية، بالمعدل، وقتًا خطيًّا بالاعتماد على طول المدخلات، ويضاف إليه أطوال كل التطابقات مما يجعل معدل الوقت المتوقع يتعدّى الوقت الخطي. وفي المقابل، نجد خوارزمية أخرى، وهي خوارزمية أهو – كوراسيك (Aho-Corasick algorithm)، تستطيع بدورها إيجاد جميع حالات التطابق لأكثر من سلسلة في النص بتعقيد خطّي للزمن والمساحة الأسوأ بالاعتماد على طول المدخلات وعدد التطابقات التي تم إيجادها، وليس مجموع أطوال التطابقات.
تُعد عملية اكتشاف الانتحال العلمي إحدى التطبيقات المهمة لخوارزمية رابين – كارب. بوجود مصادر متعددة للبحث العلمي، تقوم الخوارزمية وبشكل سريع بالمرور على الجُمل في الورقة البحثية المراد التحقق من أصالتها، والبحث عن مطابقة هذه الجمل في المصادر المتوفرة. وبالتأكيد، ستقوم الخوارزمية بتجاهل علامات الترقيم، والتشكيل في حالة اللغة العربية، والأحرف الكبيرة والصغيرة في حالة اللغة الإنجليزية عند البحث. في هذه الحالة، لن يكفي، من الناحية العملية، تطبيق الخوارزمية للبحث عن سلسلة واحدة من الرموز، وذلك لغزارة السلاسل (الجمل) المراد البحث عنها ومطابقتها إن وُجدت.