تُعد الخلايا اللمفاوية الفطرية (آي إل سي) أحدث مجموعة مكتشفة من مجموعات الخلايا المناعية الفطرية، وتُشتق من السلائف اللمفاوية الشائعة (سي إل بّي). تسهم الخلايا اللمفاوية الفطرية في الفعالية المناعية من طريق إنتاج الجزيئات المطلقة للإشارة، وتنظيم الخلايا المناعية الفطرية والتكيفية، استجابةً للأضرار التي تسببها العوامل الممرضة في الأنسجة، حيث توجد الخلايا اللمفاوية الفطرية بصورة أساسية؛ يمكن ملاحظتها في الأنسجة اللمفاوية (المرتبطة بالمناعة)، والأنسجة غير اللمفاوية، ونادرًا ما تلاحظ في الدم المحيطي. توجد بكثرة في الأسطح المخاطية خاصةً، وتؤدي دورًا رئيسيًا في مناعة الغشاء المخاطي واستتبابه. تشمل خصائصها التي تميزها عن الخلايا المناعية الأخرى غياب الصفات المورفولوجية اللمفاوية المعتادة، ومستقبلات المستضدات المعاد ترتيبها في الخلايا التائية والخلايا البائية (بسبب عوز الجين المنشط لإعادة التركيب (آر إيه جي))، وواسمات النمط الظاهري الموجودة عادةً على الخلايا النخاعية أو المتغصنة.
بناءً على الاختلاف في المسارات التطورية والنمط الظاهري وجزيئات الإشارة المنتَجة، قُسمت الخلايا اللمفاوية الفطرية في عام 2013 إلى ثلاث مجموعات: أولى وثانية وثالثة، لتُقسم لاحقًا بعد إجراء أبحاث إضافية إلى خمس مجموعات حالية: مجموعة الخلايا الفاتكة الطبيعية ومجموعات الخلايا اللمفاوية الفطرية الأولى والثانية والثالثة ومجموعة الخلايا المحفزة للأنسجة اللمفاوية (إل تي آي). تسهم الخلايا اللمفاوية الفطرية في وظائف فزيولوجية متعددة، بما فيها استتباب الأنسجة، وتشكلها الحيوي، وأيضها، وإصلاحها، وتجددها. تشابه أدوارها أدوار الخلايا التائية بنسبة كبيرة، لذلك اقتُرح تصنيفها بمثابة النظير الفطري للخلايا التائية. قد يسبب خلل التنظيم في الخلايا اللمفاوية الفطرية أمراضًا مناعيةً مثل الحساسية والربو القصبي وأمراض المناعة الذاتية.