نظرة عامة شاملة حول خرم سلطان

السلطانة خُرَّم (بالتركية: Hürrem Sultan، وبالتركية العثمانية: خرّم سلطان، أي "المرِحة" أو "السعيدة")، وتُعرف أيضًا باسم روكسلانا (بالأوكرانية: Роксолана)، هي زوجة السلطان العثماني سليمان القانوني، وأم ولده وخليفته السلطان سليم الثاني، وهي أول من حمل لقب خاصكي سلطان في الدولة العثمانية. وُلدت نحو عام 1505، وتوفيت في 15 أبريل 1558. تُعد خُرَّم من أكثر النساء نفوذًا وتأثيرًا في تاريخ الدولة العثمانية، وكانت أول امرأة في سلسلة من النساء البارزات اللاتي لعبن أدوارًا قيادية خلال ما يُعرف بـ"عصر سلطنة النساء".

وُلدت خُرَّم في إقليم روثينيا (كان حينها جزءًا من مملكة بولندا، ويقع اليوم في روهاتين بأوكرانيا) لعائلة أرثوذكسية شرقية. أُسرت في إحدى غزوات تتار القرم ونُقلت عبر تجارة العبيد إلى القسطنطينية، عاصمة الدولة العثمانية آنذاك.

دخلت خُرَّم إلى الحرملك السلطاني، وارتقت تدريجيًا في المكانة حتى أصبحت الجارية المفضلة لدى السلطان سليمان، الذي منحها الاسم التركي "خُرَّم" بمعنى "المبتهجة والمحبوبة". حررها السلطان وتزوجها رسميًا في سابقة لم يشهدها التاريخ العثماني، رغم أن تقاليد السلاطين كانت تقتصر على الإنجاب من الجواري فقط دون زواج، أو في حالات نادرة جدًا من أميرات أجنبيات حرائر.

كانت خُرَّم أول جارية سلطانية تُمنح لقب السلطانة خُرَّم، وهو لقب شُرّع خصيصًا لها. بقيت إلى جانب السلطان طيلة حياتها، وتمتعت بعلاقة عاطفية قوية وحميمة معه، وأنجبت منه ستة أبناء على الأقل، من بينهم السلطان المستقبلي سليم الثاني، مما يجعلها الجدة المباشرة لجميع السلاطين العثمانيين اللاحقين وأحفاد الأسرة الحاكمة حتى اليوم. ومن اللافت أنها أنجبت خمسة أبناء ذكور، في كسرٍ واضح للتقليد العثماني الذي كان يحدد لكل جارية سلطانية إنجاب ولدٍ واحد فقط للحفاظ على توازن القوى داخل القصر.

بلغ نفوذ خُرَّم ذروته، حيث أصبحت لاعبة رئيسية في السياسة العثمانية، وتُظهر الرسائل المتبادلة بينها وبين السلطان — التي لم تُكشف إلا في القرن التاسع عشر — مدى قربها منه وثقته بها كمستشارة أولى له. كانت تراسله أثناء غيابه عن العاصمة برسائل حب مشحونة بالعاطفة، وتتضمن أيضًا معلومات سياسية وتحذيرات من مؤامرات محتملة.

مارست خُرَّم دورًا ملموسًا في الشؤون الدولية، وتدخلت أحيانًا في العلاقات بين الدولة العثمانية وموطنها الأصلي، ويُعتقد أنها ساهمت في حصول بولندا على مكانة دبلوماسية مميزة. وقد أضفت لمسة أنثوية على الدبلوماسية العثمانية، حيث كانت ترسل هدايا مطرّزة يدويًا ورسائل شخصية إلى قادة وزعماء الدول، من بينهم الملك زيغمونت الثاني أغسطس، ملك بولندا ودوق ليتوانيا الأكبر، وشاهزاده سلطانهُم، أخت الشاه الصفوي طهماسب ومستشارته المقربة التي تبادلت الرسائل مع خُرَّم، إلى جانب أميرة عثمانية يُعتقد أنها كانت ميخُرَّماه سلطان، ابنة خُرَّم وسليمان القانوني.

رعت خُرَّم مشاريع خيرية ومعمارية كبرى، من أبرزها مجمع السلطانة خُرَّم وحمام السلطانة خُرَّم الشهير. توفيت في أبريل 1558 في القسطنطينية، ودُفنت في ضريح فخم مزخرف بجانب جامع السليمانية، حيث دُفن السلطان سليمان نفسه بعد ثماني سنوات إلى جوارها.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←