نظرة عامة شاملة حول خثار الجيب الوريدي المخي

خثار الجيب الوريدي المخي هو وجودُ خثرةٍ دموية في الجيوب الوريدية الجافوية التي تعمل على تصريفِ الدم من الدماغ. يَنتجُ عن هذه الحالة عددٌ من الأعراض والتي قد تشمل الصداع والرؤية غير الطبيعية، وأيًا من أعراض السكتة مثل النوبات التشنجية وضعف الوجه والأطراف على جانبٍ واحد من الجسم وصعوبةٍ في التحدث، كما قد يحدث في كبار السن تغيراتٌ في الحالة العقلية وانخفاضٌ في مستوى الوعي.

يحدثُ خثار الجيب الوريدي المخي بشكلٍ شائع في حالاتٍ مُعينة، والتي تتضمن أهبة التخثر والمتلازمة الكلوية وبعض الأمراض الالتهابية المُزمنة وغيرها، كما قد يحدث الخثار مؤقتًا في الحمل والنفاس. يُشخص خثار الجيب الوريدي المخي عادةً باستعمال التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، حيثُ تساعد هذه التقنيات على إظهار الإنسداد في الجيوب الوريدية، كما أنهُ قد تُجرى بعض الاختبارات والفحوصات الأُخرى لمحاولةِ تحديد السبب الأساسي للحالة.

تُعالج الحالة عادةً باستعمال مضادات التخثر (وهي الأدوية التي تعمل على تثبيط تخثر الدم) مثل الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي. قد تستعمل أدوية انحلال الخثرة (إتلاف إنزيمي للخثرة الدموية) والتي تستعمل نادرًا وفي حالاتٍ معينة. قد يتضاعف المرض بسبب زيادة الضغط داخل القحف، والذي قد يستدعي تدخلًا جراحيًا مثل إنشاء تحويلةٍ دماغية.

من النادر حدوث خثار الجيب الوريدي المخي، حيثُ يُقدر عدد الحالات المُصابة بين البالغين سنويًا بحوالي 3 إلى 4 حالات لكل مليون شخص، ويكون أكثر شيوعًا في العقد الثالث من العمر، وحوالي 75% من الحالات تكون في النساء بسبب استعمال حبوب منع الحمل. أما في الأطفال، فيحدثُ سنويًا بمعدل 6.7 حالة لكل مليون طفل.

يُعتبر الطبيب الفرنسي ريبس أول من وصفَ خثار الجيب الوريدي المخي عام 1825، ولكن هذه الحالة ظلت تُشخص بعد وفاة الأفراد حتى النصف الثاني من القرن العشرين، حيثُ قام الطبيب الإنجليزي تشارلز سيموندز بتقديمٍ تقريرٍ سمحَ بإمكانية التشخيص السريري لخثار الجيب الوريدي المخي، بالاعتماد على علاماتٍ وأعراضٍ مُعينة، بالإضافة إلى نتائجِ البزل القطني.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←