الحيوان العامل هو حيوان، عادة ما يكون مستأنسًا، يربيه البشر ويدربونه على أداء المهام بدلًا من ذبحه للاستفادة من المنتجات الحيوانية. يستخدم البعض لقوته البدنية (مثل الثيران والخيول) أو للنقل (مثل ركوب الخيول والإبل)، بينما تُدرب بعض الحيوانات الأخرى لتكون خدمية وتؤدي مهام متخصصة معينة (مثل كلاب الصيد والإرشاد، الحمام الزاجل، والطيور الغطاسة المستخدمة في الصيد). يمكن استخدامها أيضًا للحلب أو الرعي. يمكن أيضًا استخدام بعضها في نهاية حياتها العملية لإنتاج اللحوم أو الجلود.
قد يسبق تاريخ الحيوانات العاملة تاريخ الزراعة، فقد استخدم أسلاف الصيادين وجامعي الثمار الكلاب. حول العالم، هناك ملايين الحيوانات التي تعمل جنبًا إلى جنب مع أصحابها. غالبًا ما تُربى الأنواع المستأنسة لأغراض واستخدامات مختلفة، خاصة الخيول والكلاب العاملة، بما يتناسب مع الظروف البيئية والمهام المطلوبة. عادةً ما تُربى الحيوانات العاملة في المزارع، ولكن ما تزال معرضة للصيد بين الحين والآخر، مثل الدلافين وبعض الأفيال الآسيوية.
لقد استغل البشر مجموعة متنوعة من قدرات الحيوانات في أداء المهام المختلفة، وحتى في المجتمعات الصناعية ما زالت الحيوانات تُستخدم في العمل. تًستخدم قوة الخيول، والفيلة، والثيران لسحب العربات ونقل الأحمال. تعتمد قوات الشرطة على الكلاب في العثور على المواد غير القانونية والمساعدة في القبض على المطلوبين، بينما يستخدمها آخرون لصيد الفرائس أو البحث عن الأشخاص المفقودين أو المحاصرين. تُستخدم أيضًا مجموعة متنوعة من الحيوانات مثل الجمال، والحمير، والخيول، والكلاب في النقل، سواء للركوب أو لسحب العربات والزلاجات. إضافةً إلى ذلك، تساعد بعض الحيوانات مثل الكلاب والسعادين الأشخاص ذوي الإعاقة في تلبية احتياجاتهم اليومية.
في حالات نادرة، تروض الحيوانات البرية وتُدرب على أداء المهام، ولكن غالبًا ما يكون ذلك بهدف الترفيه أو كنوع من الاستعراض، لكن تفتقر هذه الحيوانات عادةً إلى الثقة والطباع الهادئة التي تتمتع بها الحيوانات العاملة المستأنسة. على العكس، لا تعتبر كل الحيوانات المستأنسة حيوانات عاملة. على سبيل المثال، قد تصطاد القطط الفئران، لكن ذلك سلوك غريزي لا يمكن تدريبه بواسطة الإنسان. بعض الحيوانات المستأنسة الأخرى، مثل الأغنام أو الأرانب، تُستخدم في الزراعة لإنتاج اللحوم أو الجلود أو الصوف، لكنها غير مناسبة للعمل. أما الحيوانات الأليفة الصغيرة، مثل معظم الطيور الصغيرة (باستثناء بعض أنواع الحمام)، فهي غير قادرة على أداء أي عمل سوى تقديم الرفقة.