حينما هز أطلس كتفيه هي رواية من تأليف آين راند صدرت عام 1957. وهي رابع وآخر روايات راند، وأطولهن كذلك، وتعتبرها راند تحفة فنية في عالم الخيال الأدبي. وتتضمن الرواية عدة عناصر من الخيال العلمي والغموض والرومانسية، وهي تحتوي على أشمل تعبير عن الفلسفة الموضوعية من بين جميع أعمالها الخيالية.
وتصور لنا الرواية مجتمعًا أمريكيًا يتفشى فيه الفساد حيث يعاني أصحاب الأعمال الخاصة من تعسف القوانين والتنظيمات الخانقة. ومن بين أولئك داجني تاجارت، وهي مديرة تنفيذية في أحد شركات السكة الحديد، وعشيقها هانك ريردن، وهو رجل أعمال في مجال صناعة الصلب، وكلاهما يتكبد عناء الدفاع عن رأس ماله ضد «اللصوص» الذين لا ينفكون في سعيهم إلى نهب ثمار أعمالهم. ولاحقًا يدركون أن هنالك شخصية غامضة تُدعى جون غالت تحرض أصحاب رأس المال على التخلي عن شركاتهم واستثماراتهم والابتعاد عن أنظار العامة في محاولة لاضراب الأفراد المنتجين عن العمل ومناهضة هؤلاء اللصوص. وتنتهي الرواية عندما يبدأ هؤلاء المضربون في التخطيط لبناء مجتمع رأسمالي متبعين بذلك فلسفة غالت التي تدعو إلى إعمال العقل والحفاظ على الفردية. وأطلس هو واحد من فصيلة التيتان في الميثولوجيا الإغريقية، والذي حُكم عليه بحمل القبة السماوية إلى الأبد. ومن هنا تتسائل الرواية، ما الذي سوف يحدث إذا قرر أطلس أن يهز كتفيه ويدع السماء تسقط؟ فما الذي سوف يحدث إذن عندما ييئس الأفراد المنتجين من المجتمع ويتنحوا عن دورهم؟
والسمة الرئيسية في تلك الرواية، على حسب كلام راند، هي «دور عقل الإنسان في الوجود». فهذا الكتاب يستقصي عددًا من السمات الفلسفية التي تستعين راند بها لاحقًا في تطوير المذهب الموضوعي. وهي بذلك تعبر عن تأييدها للعقلانية والفردية والرأسمالية، وتبين من منظورها مظاهر فشل الإكراه الحكومي.
وتلقت رواية «حينما هز أطلس كتفيه» حينها نقدًا سلبيًا منذ صدروها عام 1957، لكنها حققت شهرة مستمرة لمدى طويل، وكذلك استمرت مبيعاتها في تحقيق نجاحات ساحقة لعدة عقود تالية. وبعد عدة محاولات فاشلة لإنتاج نسخة تلفزيونية، صدرت ثلاثية أفلام عن تلك الرواية، لكنها تعرضت إلى الكثير من النقد وفشلت فشلًا ذريعًا في تحقيق أي أرباح.