الحيتان المُسَنَّنة أو الحيتان ذوات الأسنان هي رتيبة من الحيتانيات، تضم 73 نوعاً من الحيوانات من أبرزها حوت العنبر والحيتان المنقارية والدلافين وغيرها. تمتاز المجموعة - كما يشير اسمها - بأن لها أسناناً في أفواهها عوضاً عن البالين عند الحيتان الأخرى.
تتراوح أحجام الحيتان المسننة من حوت الفاكويتا الذي يبلغ طوله 1.4 متر ووزنه 54 كيلوغرام إلى حوت العنبر الذي يصل طوله إلى 20 مترًا ووزنه 100 طن، تتميز الحيتان المسننة بمثنوية الشكل الجنسية إذ تُلاحظ الاختلافات في الحجم أو في سمات مورفولوجية أخرى بين الإناث والذكور. تمتلك الحيتان المسننة أجسامًا انسيابية وذراعين تطورت إلى زعانف. يمكن لبعض الأنواع السفر بسرعة تصل إلى 30 عقدة. تمتلك الحيتان المسننة أسنانًا مخروطية مصممة لاصطياد الأسماك أو الحبار. كما أن سمعها متطور ويتكيف بشكل جيد في الهواء والماء، لدرجة أن بعض الحيتان المسننة يمكن أن تبقى على قيد الحياة حتى وإن كانت عمياء. بعض الأنواع متكيفة بشكل جيد للغوص إلى أعماق كبيرة. تمتلك جميع الحيتان المسننة طبقة من الدهون أو الشحم تحت الجلد للحفاظ على درجة حرارة الجسم في المياه الباردة، باستثناء الدلافين النهرية.
تعد الحيتان المسننة من أكثر الثدييات انتشارًا، لكن بعضها -مثل الفاكويتا- محصور في مناطق معينة. تتغذى الحيتان المسننة بشكل رئيسي على الأسماك والحبار، وتتغذى بعض الأنواع مثل الحوت القاتل على الثدييات مثل زعنفيات الأقدام. عادةً ما يتزاوج الذكور مع العديد من الإناث كل عام أما الإناث فتتزاوج كل عامين إلى ثلاثة أعوام. تولد الصغار في الربيع والصيف وتتولى الإناث مسؤولية تربيتهم، ولكن الأنواع الأكثر اجتماعية تعتمد على المجموعة العائلية للاعتناء بهم. تعتبر العديد من الحيتان المسننة وخاصة الدلافين اجتماعية للغاية ويصل حجم بعض الأسراب إلى أكثر من ألف فرد.
أصبحت الحوتيات الآن محمية بموجب القانون الدولي، بعد أن كانت تُصطاد من أجل منتجاتها. تعتبر بعض الأنواع ذكية للغاية. أكد الباحثون مرة أخرى على دعم قانون حقوق الحوتيات في اجتماع الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم عام 2012، بعد أن صنفت الحوتيات كأشخاص غير بشريين. تواجه الحيتان تهديدات الصيد العرضي والتلوث البحري، بجانب صيد الحيتان والصيد بالقيادة. على سبيل المثال، يعتبر الحوت بايجي من الأنواع المنقرضة وظيفيًا من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة بسبب التلوث الشديد في نهر اليانغتسي، حيث كان آخر ظهور له في عام 2004. كثيرًا ما تظهر الحيتان في الأدب والأفلام، مثل الحوت الأبيض الكبير في رواية موبي ديك لهيرمان ميلفيل. تُربى الأنواع الصغيرة من الحيتان المسننة وخاصة الدلافين على أداء الحيل. أصبحت مشاهدة الحيتان شكلًا من أشكال السياحة في جميع أنحاء العالم.