حول عبادة الفرد وعواقبها (الروسية: «О культе личности и его последствиях»، رومنة: “O kul'te lichnosti i yego posledstviyakh”) هو تقرير ألقاه زعيم الاتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشوف، الأمين العام للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي، أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي للاتحاد السوفيتي في 25 فبراير 1956. ومع أن الخطاب يُعرف شعبياً باسم الخطاب السري (الروسية: секретный доклад Хрущёва، رومنة: sekretnïy doklad Khrushcheva)، فإن "السري" يعد تسمية خاطئة إلى حد ما، إذ تمّت قراءة نسخ من الخطاب في آلاف الاجتماعات التابعة للحزب الشيوعي والكومسومول في مختلف أنحاء الاتحاد السوفيتي. وقد انتقد خروتشوف بشدة حكم الأمين العام ورئيس وزراء الاتحاد السوفيتي الراحل جوزيف ستالين (توفي في مارس 1953)، لا سيما فيما يتعلق بـعمليات التطهير التي بلغت ذروتها خلال السنوات الأخيرة من ثلاثينيات القرن العشرين. واتهم خروتشوف ستالين بتشجيع القيادة وعبادة شخصيته رغم ادعائه دعم مبادئ الشيوعية.
لقد أحدث الخطاب صدمة كبيرة في ذلك الوقت. ووفقًا للتقارير، فإن بعض المستمعين أصيبوا بأزمات قلبية، وأقدم آخرون على الانتحار نتيجة الصدمة من انتقادات خروتشوف وإداناته لحكومة ستالين وللرمز الذي طالما اعتُبر قدوة. وقد كان الارتباك واضحًا بين العديد من المواطنين السوفييت، الذين نشأوا على المديح المفرط والتقديس الدائم لـ"عبقرية" ستالين، لا سيما في جورجيا، مسقط رأس ستالين، حيث اندلعت مظاهرات وأعمال شغب استمرت لعدة أيام وانتهت بقمع الجيش السوفيتي في 9 مارس 1956. وقد حصلت وكالة الاستخبارات الإسرائيلية الموساد على نسخة من الخطاب عن طريق الصحفي البولندي-اليهودي فيكتور غراييفسكي، وسرّبته إلى الغرب، مما أدى إلى زعزعة المشهد الشيوعي المنظم في الدول الغربية؛ إذ خسر الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة الأمريكية وحده أكثر من 30,000 عضو قالب:Why? في غضون أسابيع قليلة من نشر الخطاب.
ساعد الخطاب في إطلاق فترة الانفتاح المعروفة بـالذوبان الخروتشوفي في الكتلة السوفيتية، وأدى إلى بداية إزالة الستالينية. وقد اعتُبر الخطاب أحد الأسباب الرئيسية لـالانقسام الصيني السوفيتي بين عامي 1961 و1989، حيث أدان الصين (بقيادة الرئيس ماو تسي تونغ) وألبانيا (بقيادة الأمين الأول أنور خوجة) خروتشوف باعتباره مراجِعًا. وفي المقابل، شكّلا معًا الحركة المعادية للمراجعة (الماركسية-اللينينية), منتقدين القيادة السوفيتية بعد ستالين لابتعادها المزعوم عن نهج لينين وستالين. وفي كوريا الشمالية، حاولت فصائل من حزب العمال الكوري إزاحة الزعيم كيم إيل سونغ في أغسطس 1956، منتقدة إياه لعدم "تصحيح" أساليب قيادته، ولتطويره عبادة شخصية، ولتشويه "مبدأ القيادة الجماعية اللينينية"، وارتكاب "تشوهات في الشرعية الاشتراكية"، أي استخدام الاعتقال التعسفي والإعدام، مستندين بذلك إلى انتقادات خروتشوف الستالينية لتبرير موقفهم.