حَمْضُ الكِبْرِيتِيك حَمْضٌ مَعدِنيّ، صيغته الكيميائية H2SO4، يُوجَدُ سائلاً لَزِجاً عديمَ اللون مرتفعَ الكثافة في شكله النقي المستحصل صناعياً. يمتزج هو والماء بالتراكيز جميعِها. وكانَ من أوائل الأحماض التي حُضّرت في تاريخ علم الكيمِياء، إذ يعود الفضل إلى العالم جابِرِ بْنِ حَيَّانَ في تحضيره أوّلَ مرّة في القرن الثامن الميلادي.
ويُصنَّف من الأحماض الأكّالة جدّاً والمخرّشة، فهو مؤكسِد جيّد؛ ويتميّز حَمْض الكبريتيك المركّز بقدرته الكبيرة علىٰ نزع الماء من المركّبات الحاوية على مجموعات هِدرُكسيل في بِنيتها، ويتميّز أيضاً بقدرته الكبيرة على الاسترطاب، إذ يمتزّ بخار الماء من الهواء. عند إجراء عملية تمديد (تخفيف) للحمض بإضافته إلى الماء، تنتشر كمّيّة محسوسة من الحرارة، ولا ينبغي عند التمديد إضافة الماء إلى الحَمض؛ فقدْ يرافق ذلك خطورة تناثر قطيرات من الحمض الساخن، مما قد يؤدّي إلى حدوث حروق كيميائية، وحتّى حروق حرارية، من الدرجة الثانية.
لحمض الكبريتيك تطبيقات مهمّة كثيرة، في الحياة اليومية، وفي الصناعات الكيميائية أيضاً؛ فيعدّ معدّل الإنتاج من حمض الكبريتيك مؤشّراً جيّداً على القوّة الصناعية للبلدان. ويُنتَج حمض الكبريتيك بعدّة أساليبَ وطرائق، وأكثرها انتشاراً وشيوعاً في العصر الحاضر هي عملية التلامس وعملية حمض الكبريتيك الرطب؛ أمّا تاريخياً فقد كانت عملية غرف الرصاص هي العملية الشائعة في إنتاج هذا الحمض في القرن الثامن عشر. يستعمل حمض الكبريتيك استعمالًا واسعًا في تحضير الأسمدة، وفي معالجة المعادن، وفي مصافي النفط ومعالجة المياه العادمة، وفي الاصطناع الكيميائي؛ ويدخل حمض الكبريتيك أيضاً في تركيب بطّاريات السيّارات.