حركة مكافحة الاغتصاب، حركة اجتماعية سياسية، وهي جزء من الحركة التي تسعى إلى مكافحة العنف ضد المرأة وإساءة معاملتها. تسعى الحركة إلى تغيير مواقف المجتمع تجاه العنف ضد المرأة، مثل المواقف من الاستحقاق الجنسي وإلقاء اللوم على الضحية، وكذلك مواقف النساء أنفسهن مثل لوم الذات على العنف ضدهن. كما تسعى إلى تعزيز التغييرات في قوانين الاغتصاب أو قوانين الأدلة التي تمكّن المغتصبين من تجنب العقوبات بسبب- كأمثلة- عدم تشجيع الضحايا على الإبلاغ عن الاعتداءات التي يتعرضون لها، أو لأن المغتصب يستحق بعض الحصانة، أو لأن المغتصب (كمدعى عليه) قادر في القانون على تشويه سمعة الضحية. نجحت الحركة في العديد من الولايات القضائية، على الرغم من أن العديد من هذه المواقف ما تزال قائمة في بعض الولايات القضائية. ورغم التغييرات في القوانين والزيادات الكبيرة في الإبلاغ عن مثل هذه الاعتداءات، في الممارسة العملية، ما يزال العنف ضد المرأة مستمرًا بمستويات عالية غير مقبولة. ظهرت الحركة في أواخر ستينيات القرن العشرين وأوائل السبعينيات، عندما ظهرت مفاهيم جديدة للاغتصاب من الموجة الثانية من الحركة النسوية، وإعادة تقييم الحياة اليومية للمرأة اجتماعيًا وفيما يتعلق بالمؤسسات الاجتماعية التي تتفاعل معها. وقد نُظر إلى الاغتصاب قبل إعادة النظر فيه على أنه «جريمة جنسية يرتكبها رجال مَرِضون»، غير قادرين على التحكم في رغباتهم الجنسية.
بدأت النسويات في التأكيد على دور ديناميكيات القوة على وجه التحديد فيما يتعلق بارتكاب الاغتصاب كجريمة يرتكبها الرجال في المقام الأول ضد النساء. كان من المفترض أن يأتي هذا التعريف المنقح للاغتصاب من منظور الضحية. أُكّد على أن فعل الاغتصاب طريقة تُفرض من خلالها الأدوار الاجتماعية الجندرية، والطريقة التي يتصرف بها الشخص من ناحية الذكورة أو الأنوثة، مع الحفاظ على التسلسل الهرمي للسلطة الذي يضع الذكور في الأعلى. وبذلك يُعرّف الاغتصاب على أنه شكل من أشكال العنف يستخدم لضمان سلطة الرجل، وهو شكل من أشكال السيطرة الاجتماعية على النساء والأطفال. تأسست الحركة المعروفة بحركة «مكافحة الاغتصاب» أو «منع الاغتصاب» مع تصورات أن العنف الجنسي والعنف ضد المرأة بشكل عام، أدوات للرقابة الاجتماعية وتستخدم لإبقاء النساء في وضع تبعية للرجل، وأن النساء بحاجة إلى القيام بشيء يساعد ضحايا العنف الجنسي على أن يصبحن «ناجيات» من العنف بدلًا من أن يصبحن ضحايا. تستمر حركة مناهضة الاغتصاب اليوم في نشاطها، مع تزايد الوعي في المجال العام للولايات المتحدة حول مفهوم ثقافة الاغتصاب الذي يتزامن مع تزايد شعبية النسوية.