حرب التاراناكي الأولى (تُعرف أيضاً باسم حرب شمال تاراناكي) هي صراع مسلح حول ملكية الأرض وسيادتها، اندلعت بين شعب الماوري وحكومة نيوزيلندا في إقليم تاراناكي الواقع ضمن الجزيرة الشمالية في نيوزيلاندا، واستمر منذ شهر مارس من عام 1860 وحتى شهر مارس من عام 1861.
اندلعت الحرب جراء نزاعٍ بين الحكومة وملاك الأراضي الماوريين. دار هذا النزاع حول بيع إحدى الممتلكات في وايتارار، لكنه انتشر حتى شمل جميع مناطق الإقليم. خاض الحرب نحو 3500 جندي إمبراطوري جُلبوا من أستراليا، بالإضافة إلى جنود متطوعين وميليشيات، ضد قوات الماوري المؤلفة من بضعة مئات الجنود، ولا يتجاوز تعدادهم الـ 1500 جندي. تُقدر الخسائر في صفوف الجيش الإمبراطوري وقوات المتطوعين والميليشيات بنحو 238 شخص، في المقابل، خسر شعب الماوري نحو 200 جندي بالمجمل، لكن نسبة الوفيات لدى شعب الماوري أعلى بكثير من نظيرتها لدى الحكومة النيوزيلندية.
انتهت الحرب باتفاقية لوقف إطلاق النار، ولم يتقبّل أي من الطرفين شروط السلام التي فرضها الطرف الآخر. وعلى الرغم من ادعاء البريطانيين فوزهم في الحرب، برزت عدة وجهات نظر تدعي أن البريطانيين لاقوا نهاية غير سارة، بل مهينة. انقسمت آراء المؤرخين حول نتيجة الحرب. يتحدث المؤرخ جيمس بيليك عن نجاح شعب الماوري في إيقاف محاولات البريطانيين الساعية لفرض سيادتهم على شعب الماوري، لذا بالإمكان القول أن شعب الماوري خرج منتصرًا من تلك الحرب. لكن جيمس قال أن انتصار شعب الماوري كان أجوفًا، لأنه أدى في نهاية المطاف إلى غزو وايكاتو.
في تقريرٍ لمحكمة وايتانغي عن المطالب المتعلقة بأراضي تارانكي، والذي رفعته للحكومة عام 1996، ارتأت المحكمة أن الحكومة هي التي بدأت الحرب، فكانت الطرف المعتدي والمسؤولة عن الأنشطة غير الشرعية عندما شنت هجومًا باستخدام قواتها المسلحة. توصلت المحكمة إلى ذلك القرار بعدما تحدث محامٍ دستوري كبير عن مسائلة الحاكم توماس غور براون، وعددٍ من الضباط، وتوجيه التهم المدنية والجنائية لهم جراء تصرفاتهم. اعترض بعض المؤرخين في البداية على مصطلح «حرب التاراناكي الأولى»، فيفضل هؤلاء استخدام مصطلح «حروب التاراناكي»، ويرفضون الاقتراحات القائلة أن الصراع التالي لعام 1861 هو ما يجب أن يُسمى حرب التاراناكي الثانية. أشارت اللجنة الملكية الخاصة بالأراضي المصادرة إلى أن العمليات العدائية التي اندلعت بين عام 1864 و1866 هي استمرارٌ لحرب التاراناكي الأولى.