تمثلت حرب الأب رال (1722–1725)، المعروفة أيضًا باسم حرب لافويل، أو حرب دامر، أو حرب جريلوك، أو حرب الثلاثة أعوام، أو الحرب الهندية الرابعة أو حرب واباناكي ونيو إنجلاند (1722-1725)، في سلسلة من المعارك بين نيو إنجلاند وكونفدرالية وابانكي (وبخاصة الميغاك، والماليسيت، والأبيناكي) المتحالفة مع فرنسا الجديدة. تمثلت الجبهة الشرقية للحرب في الحدود بين نيو إنجلاند وأكاديا فيما يُعرَف الآن بولاية مين، وفي نوفا سكوشا; في حين اندلع القتال بالجبهة الغربية في شمال ماساتشوستس وفيرمونت على الحدود ما بين كندا (فرنسا الجديدة) ونيو إنجلاند. (كانت ماساتشوستس آنذاك تضم ما يُعرَف الآن بولايتي مين وفيرمونت.)
كان الصراع على حدود ولاية مين في الأساس صراعًا على الحدود بين أكاديا ونيو إنجلاند، التي عرفتها فرنسا الجديدة بأنها نهر كينبيك جنوب مين. وبعد الاحتلال البريطاني لأكاديا في عام 1710، أصبح البر الرئيسي لنوفا سكوشا تحت السيطرة البريطانية، لكن ظل النزاع على المنطقة المعروفة الآن باسم نيو برونزويك وجميع ولاية مين قائمًا بين نيو إنجلاند وفرنسا الجديدة. ولضمان أحقيتها في المنطقة، أقامت فرنسا الجديدة إرساليات كاثوليكية (كنائس) في القرى الأربع الكبرى في المنطقة: واحدة على نهر كينبيك (نوريدجووك)؛ وأخرى في الشمال على نهر بينوبسكوت (بينوبسكوت)؛ والثالثة على نهر سانت جون (ميدوتيك)؛ والرابعة في شوبيناكدي (إرسالية سانت آن). (شيدت أيضًا فرنسا الجديدة في أثناء حرب الأب لو لوتر ثلاثة حصون على حدود ما يُعرَف الآن باسم نيو برونزويك لحمايتها من الهجوم البريطاني من نوفا سكوشا.)
ما أزاد الاحتقان آنذاك على حدود نوفا سكوشا أن المعاهدة التي أنهت حرب الملكة آن تم توقعيها في أوروبا، ولم تتضمن أي عضو في تحالف وابناكي. ورغم توقيع الأبيناكي على معاهدة بورتسموث (1713)، فلم تتم استشارة أحد بشأن الملكية البريطانية لنوفا سكوشا، واحتج الميغماك على ذلك بشنهم غارات على المستعمرات وصائدي الأسماك في نيو إنجلاند.
اندلعت الحرب على جبهتين نتيجة لتوسع مستعمرات نيو إنجلاند على ساحل ولاية مين، وفي كانسو بنوفا سكوشا. وكان القادة الرئيسيون لقوات نيو إنجلاند هم قائم مقام ماساتشوستس ويليام دامر، وقائم مقام نوفا سكوشا جون دوسيت والقائد جون لافويل. أما تحالف واباناكي والقبائل المحلية الأخرى، فقد كان تحت قيادة الأب سيبستيان رال والزعيم جراي لوك والزعيم باوجوس.
أسفرت هذه الحرب عن وقوع مين في أيدي قوات نيو إنجلاند بعد هزيمة الأب رال في نوريدجووك، وما تلا ذلك من تقهقر السكان الأصليين من على ضفاف نهري كينبيك وبينوبسكوت إلى سان فرانسوا وبيكانكور، كيبيك. وفي المنطقة المعروفة الآن باسم «نيو برونزويك» و«نوفا سكوشا»، مثلت المعاهدة التي أنهت الحرب تحولاً مهمًا في العلاقات الأوروبية مع الميغاك والماليسيت. فلأول مرة، اعترفت قوة أوروبية رسميًا بضرورة التفاوض حول سيطرتها على نوفا سكوشا مع السكان الأصليين للمنطقة.