حديقة ماجوريل (باللغة الأمازيغية: ⵓⵔⵜⵉ ⵎⴰⵊⵓⵔⵉⵍ) هي محمية نباتية وواحدة من أهم المعالم والمواقع السياحية لمدينة مراكش بمعدل 600 ألف زائر سنويًا، ترجع تسميتها "ماجوريل" نسبة لمؤسسها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل.
تقع الحديقة في شارع كليز الراقي في المدينة الحمراء المغربية، وتضم حوالي 300 نوع من النباتات الحديثة والنادرة بمختلف الألوان والأشكال المنحدرة من مختلف القارات حول العالم والمزروعة على مساحة تقارب 10000 متر مربع ، في وسطها فيلا زرقاء مصممة على طراز الفن الزخرفي الفرنسي تتخللها بعض لوحات ماجوريل ومتحف للذاكرة عن التاريخ الأمازيغي بالإضافة لمتحف عن الفنون الإسلامية. منذ عام 2011، أضحت الحديقة ضمن نطاق رعاية العلامة الفرنسية "Maisons des Illustres"؛ كما تنتمي إلى مؤسسة ماجوريل جاردن التي تضم كذلك متحف إيف سان لوران.
في عام 2022، حلت حديقة ماجوريل في المرتبة الثانية لأجمل الحدائق في العالم وفقًا لخبراء موقع HouseFresh بناء على تصويت عشرات الآلاف من السياح.
إلى جانب ذلك، تشتهر الحديقة بمجموعة ضخمة من الصباريات والنباتات الصحراوية التي تمت إضافتها خلال عملية ترميم واسعة قادها الثنائي إيف سان لوران وبيير بيرج عام 1980 بعد شرائهما للمكان، فحرصا على استعادة هندسته الأصلية وتعزيز تنوعه النباتي، مع الحفاظ على لونها المميز "الأزرق النيلي ماجوريل". وقد أُدخلت أيضاً مساحات مائية يتوسطها أحواض للزنابق المائية وأشجار النخيل التي تلطّف الأجواء وتمنح الزائر لحظات من الانتعاش وسط حرارة المدينة.
تتوزع مسارات الحديقة في ممرات متعرجة تحفّها تنويعات لونية مذهلة، إذ تتناغم ألوان الأوراق والزهور مع جدران الفيلا وحوائط السور المطلية باللون الأزرق الداكن، ما يحول المكان إلى لوحة حية تتجدد مع مواسم الربيع والصيف. ويعمل فريق من اختصاصيي البستنة باستمرار على تحديث المعرض النباتي، فتُضاف أنواع جديدة من نباتات الغابات المطرية ونباتات المناطق المعتدلة لتعزيز البعد التعليمي والبحثي للحديقة.
كما يضم الموقع مركزًا للزوار يشتمل على متجر يقدم إنتاجًا حرفيًا محليًا مثل الصابون العطري والزيوت الطبيعية، ومقهى يقدّم مشروبات وأطباق خفيفة على طراز المقاهي البربرية. وفي داخل الفيلا الزرقاء، توفر صالة عرض دائمة معارض دورية لأعمال فنية معاصرة، بينما ينظم المتحف الأمازيغي ندوات ومحاضرات تسلط الضوء على التراث الثقافي للمغرب.
لا تقتصر أهمية حديقة ماجوريل على الجانب الجمالي فقط، بل تمتد لتكون مساحة تعليمية وبحثية فاعلة، فقد أطلقت في الأعوام الماضية شراكات مع جامعات وطنية ودولية لإجراء دراسات حول مقاومة النباتات للجفاف وأساليب الري المستدام، علاوة على ورش عمل متخصصة في فنون الجوهر النباتي وتصميم الحدائق. بهذا، تبرز حديقة ماجوريل كملتقى يربط بين الفن والطبيعة والعلم، مجسدةً تجربة فريدة تجمع الزائرين من مختلف أنحاء العالم في وسط واحة من الهدوء والجمال.