الدليل الشامل لـ حديقة البرتقال

المشتل أو حديقة البرتقال هي غرفة أو مبنى مخصص كان يُستخدم تاريخيًا لحماية أشجار البرتقال وغيرها من أشجار الفاكهة خلال فصل الشتاء، ويعمل كنوع كبير من البيوت الزجاجية (دفيئة زراعية) أو الدفيئة في الوقت الحاضر، يمكن أن يشير مصطلح حديقة البرتقال إلى بيت زجاجي أو حديقة شتوية مصممة لإيواء أشجار الفاكهة، أو إلى بيت زجاجي أو حديقة شتوية مخصصة لغرض آخر.

قدمت امتدادًا فاخرًا لنطاق وموسم النباتات الخشبية، موفرة الحماية التي كانت تُقدم لفترة طويلة من خلال الدفء الناتج عن جدار فواكه مبني من الحجر.[1] خلال القرن السابع عشر، وصلت الفواكه مثل البرتقال والرمان والموز بكميات كبيرة إلى الموانئ الأوروبية. وبما أن هذه النباتات لم تكن متأقلمة مع فصول الشتاء القاسية في أوروبا، تم ابتكار الحديقة لحمايتها والحفاظ عليها. وكان ارتفاع تكلفة الزجاج يجعل حديقة البرتقال رمزًا للمكانة والفخامة. ومع مرور الوقت، وبفضل التقدم التكنولوجي، أصبحت مشاتل البرتقال تدريجيًا أشبه بهيكل معماري كلاسيكي يعزز جمال حدائق العقارات بدلاً من كونها غرفة تُستخدم لحماية النباتات خلال الشتاء.[2]

نشأت حديقة البرتقال في حدائق عصر النهضة في إيطاليا، عندما أتاحت تكنولوجيا صناعة الزجاج إنتاج مساحات كافية من الزجاج الشفاف. في الشمال كان الهولنديون رائدين في تطوير مساحات كافية واسعة من زجاج النوافذ في البيوت الزجاجية على الرغم نت أن النقوش التي توضح الأدلة الهولندية أظهرت أسقفا صلبة سواء ذات عوارض أو مقببة، وفي توفير الحرارة من خلال المواقد بدلاَ من النيران المفتوحة.[1] وسرعان ما أدى هذا إلى نشوء حالة أصبحت فيها مشاتل البرتقال رمزاً للمكانة الاجتماعية بين الأثرياء.

كان السقف الزجاجي، الذي يوفر ضوء الشمس للنباتات الغير خاملة هي أحد التطورات التي حدثت في أوائل القرن التاسع عشر. تم تزويد صوبة البرتقال في ديرهام بارك، غلوسترشاير، بسقف من الأردواز تم بناؤه في العام 1702م، وتم تزويدها بسقف زجاجي بعد حوالي مائة عام، بعد أن لاحظ همفري ريبتون أنها كانت مظلمة على الرغم من أنها بنيت لإيواء البرتقال فقد تم تسميتها دائماً ببساطة "الدفيئة" في العصر الحديث.[2]

حديقة البرتقال البي بنيت عام 1617م (والتي أصبحت الآن متحف حديقة البرتقال) في قصر اللوفر ألهمت العديد من التقليد الذي بلغ ذروته في حديقة برتقال فرساي أكبر حديقة برتقال.والذي صممه جول هاردوين مانسارت لأشجار البرتقال الثلاثة آلاف التي بناها لويس الرابع عشر في فرساي، وأبعاده 508 في 42 قدم (155في 13 متر) لم يتغلب على هذه حتى ظهور البيوت الزجاجية الحديثة في أربعينيات القرن التاسع عشر، وسرعان ما طغت عليها الهندسة المعمارية الزجاجية لجوزيف باكستون، مصمم قصر الكريستال عام 1851م. كانت "حديقته الشتوية العظيمة" في منزل شاتسوورث عبارة عن حديقة برتقالي ومنزل زجاجي بأبعاد هائلة.

لكن حدائق البرتقال لم تكن مجرد صوبة زجاجية، بل ركزاً للهيبة والثروة وميزة للحديقة، تماماً مثل بيت الصيف، أو المعابد اليونانية. كان أصحاب هذه المشاتل يأخذون ضيوفهم هناك في جولات للاستمتاع ليس فقط بالفواكه الموجودة بالداخل ولكن أيضاً بالهندسة المعمارية بالخارج. غالباً ما تحتوي المشاتل على نوافير وكهوف ومنطقة للترفيه في الطقس العاصف.



في بداية عام 1545، بنيت حديقة برتقال في بادوفا، إيطاليا . كانت البيوت الزجاجية الأولى عملية وليست زخرفية كما أصبحت فيما بعد. ولم يكن لدى معظمهم أي وسيلة تدفئة سوى النيران المفتوحة.



في إنجلترا، قدم جون باركنسون حديقة البرتقال إلى قراء كتابه الفردوس في سول (1628)، تحت عنوان "البرتقال". ربما تم زرع الأشجار بجوار جدار من الطوب وإحاطتها في الشتاء بسقيفة من الألواح المغطاة بـ قماش التريولين المشمع الذي يمفترض أنه أجمل من البديل:ولهذا الغرض، يحتفظ البعض بأشجار البرتقال في صناديق مربعة كبيرة، ويتم نقلها ذهابًا وإيابًا باستخدام خطافات حديدية مثبتة على الجوانب، أو من خلال وضعها على عوارض أو عجلات صغيرة، مما يسهل تحريكها إلى داخل المنازل أو المعارض المغلقة. أصبح إنشاء حدائق البرتقال شائعًا على نطاق واسع بعد انتهاء حرب الثمانين عامًا في عام 1648. وكانت فرنسا وألمانيا وهولندا من أوائل الدول التي تبنّت هذا الاتجاه، حيث استورد التجار كميات كبيرة من أشجار البرتقال والموز والرمان لزراعتها، نظرًا لجمالها وعطرها الفوّاح.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←