حادثة طائرة التجسس الأمريكية يو-2 (1960) (بالإنجليزية: 1960 U-2 incident)، كانت واحدة من أبرز الأزمات في فترة الحرب الباردة، إذ أدت إلى توتر شديد في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، ووضعت حدًا مؤقتًا لمحاولات التقارب بين القوتين العظميين.
في 1 مايو 1960، قامت طائرة تجسس أمريكية من طراز U-2، أقلعت من بيشاور في باكستان، بمهمة تصوير واستطلاع فوق الأراضي السوفييتية، قبل أن تُسقطها قوات الدفاع الجوي السوفييتية في منطقة سفيردلوفسك (حالياً يكاترينبورغ). كان يقود الطائرة الطيار الأمريكي فرانسيس غاري باورز، الذي تمكن من الهبوط بالمظلة، لكنه أُلقي القبض عليه فوراً من قبل السلطات السوفييتية.
في البداية، نفت الولايات المتحدة مسؤوليتها، وزعمت أن الطائرة كانت تابعة لوكالة "ناسا" وتنفذ مهمة علمية للأرصاد الجوية، غير أن الاتحاد السوفييتي كشف لاحقًا عن الطيار الحي وأجزاء من معدات التجسس والتصوير التي كانت تحملها الطائرة، بما في ذلك صور لمنشآت عسكرية سوفييتية، مما أجبر واشنطن على الاعتراف بالمهمة التجسسية.
وقعت الحادثة في فترة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور والزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف، قبل أسبوعين فقط من انعقاد قمة باريس المرتقبة بين الشرق والغرب، التي كان من المأمول أن تفتح صفحة جديدة من الانفراج السياسي بعد لقاء كامب ديفيد (1959) بين الزعيمين. إلا أن الحادثة نسفت ما سُمّي حينها بـ "روح كامب ديفيد"، وأدت إلى إلغاء القمة، كما شكلت إحراجًا دبلوماسيًا كبيرًا للولايات المتحدة أمام الرأي العام العالمي. قدمت الحكومة الباكستانية لاحقًا اعتذارًا رسميًا للاتحاد السوفييتي لدورها في السماح بانطلاق الطائرة من أراضيها.
أُدين فرانسيس باورز بعد محاكمته في موسكو بتهمة التجسس، وحُكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة لمدة سبع سنوات إضافية، لكنه أُفرج عنه في فبراير 1962 في إطار صفقة تبادل أسرى مع الاتحاد السوفييتي، شملت إطلاق سراح الضابط السوفييتي رودولف آبل.