كان جيوفاني بابيني (9 يناير 1881 – 8 يوليو 1956) صحفيًا إيطاليًا وكاتب مقالات وروائي وكاتب قصص قصيرة وشاعرًا وناقدًا أدبيًا وفيلسوفًا. عُرف في بدايات القرن العشرين ومنتصفه بأنه شخصية أدبية مثيرة للجدل، وكان من السباقين في تأسيس البراغماتية الإيطالية والأكثر حماسًا لدعمها. حاز بابيني على التقدير بفضل أسلوب كتابته وشارك في سجالات محتدمة. انخرط في حركات طليعية مثل المستقبلية وما بعد الانحلال، وانتقل من موقف سياسي وفلسفي إلى آخر، وكان دائم السخط والاضطراب: تحول من مناهضة الإكليروسية والإلحاد إلى الكاثوليكية، وانتقل من تيقنه بالنزعة التدخلية - قبل عام 1915 - إلى النفور من الحرب. في ثلاثينيات القرن العشرين، بعد انتقاله من النزعة الفردية إلى المحافظة، أصبح في النهاية فاشيًا، في حين ظل يحتفظ بنفوره من النازية.
بصفته أحد مؤسسي دوريتي ليوناردو (1903) ولاتشيربا (1913)، فقد اعتبر الأدب «حركة» وأسبغ على كتاباته نبرة خطابية فيها شيء من الاستخفاف. رغم أنه علم نفسه بنفسه، لكنه كان محررًا وكاتبًا ذو تأثيرٍ بتمرده على التقاليد والمعتقدات، واضطلع بدور رائد في المستقبلية الإيطالية والحركات الأدبية الشبابية المبكرة. أثناء عمله في فلورنسا، شارك بنشاط في الحركات الأدبية الفلسفية والسياسية الأجنبية مثل الحدسية الفرنسية لبيرغسون والبراغماتية الإنجليزية الأمريكية لبيرس وجيمس. بدعمه لنمو الثقافة الإيطالية وتشجيع الحيوية فيها بمفهوم فردي وحالم للحياة والفن، عمل ناطقًا باسم المعتقدات الدينية الكاثوليكية الرومانية.
بدأ النجاح الأدبي لبابيني بكتاب «شفق الفلاسفة»، الذي نُشر عام 1906، وبإصداره لرواية سيرته الذاتية أن أومو فينيتو «رجل منتهٍ» عام 1913.
نظرًا لاختياراته الأيديولوجية، كاد عمل بابيني أن يُنسى بعد وفاته، لكنه خضع لاحقًا لإعادة تقييم وحاز على التقدير مجددًا: ففي عام 1975، قال عنه الكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس بأنه مؤلفٌ «لا يستحق أن يكون منسيًا».