جونثالو أرجوتي دي مولينا
كاتب، أنتيكواريو (باحث في الآثار)، مؤرخ وعالم أنساب إسباني
جونثالو أرجوتي دي مولينا (إشبيلية، 1548 - لاس بالماس دي غران كناريا، 20 أكتوبر 1596) كان عسكرياً، شاعراً، مؤرخاً، فقيهاً لغوياً، باحثاً في الآثار، خبيراً في علم الشعارات وعلم الأنساب الإسباني.
اهتم بالآثار، الكتب والفنانين. كان راعياً لألونسو سانشيث كويّو، الذي كلّفه بخمسة عشر لوحة زُيّنت بها داره-متحفه، بالإضافة إلى رسامين آخرين مثل ماتيو بيريث دي أليسيو، الذي تعاقد معه عام ١٥٨٤ لمدة خمس سنوات ليرسم له أعمالاً. ولتزيين كتابه نبلاء الأندلس اختار خوان دي أرفي، صانع التابوت العظيم في كاتدرائية إشبيلية، والذي يُعتقد أيضاً أنه نفّذ النقوش في طبعته من كتاب الصيد لألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة، لكن مع إضافات كثيرة من أرجوتي دي مولينا. ويُعد بارزاً وصفه لـ «غابة وقصر إل باردو» في نهاية «خطابه حول كتاب الصيد» ضمن هذه الطبعة، ليس فقط لأن معظم ما وصفه دمره الحريق عام ١٦٠٤ (أعمال تيتيان، إل بوسكو، سانشيث كويّو، أنطونيو مورو)، بل لأن نثره بلغ في هذا الوصف ذروته الأدبية.
ارتبط بشخصيات إنسانية مثل خوان دي مال لارا، خيرونيمو دي تشابيس أو بنيتو أرياس مونتانو؛ ومع شعراء (لويس باراهونا دي سوتو)، مسرحيين (خوان دي لا كويفا)، رسامين (فرانثيسكو باشيكو) ومؤرخين مثل أمبروسيو دي موراليس، ومن أبرزها مراسلاته مع خيرونيمو ثوريطا — حيث تولى أرجوتي بيع حوليات تاج أراغون للعالم الأراغوني في إشبيلية — ومنه أخذ منهج العودة مباشرة إلى الأرشيفات والوثائق وذكر مصادر بياناته في مؤلفاته.
في مكتبته النفيسة وُجدت كتب عن المجامع القوطية، الفويرو خوثغو، تاريخ المورو راسيس، الكرونيكون موندي للوكاس دي تويي، حوليات إسبانيا لخيمينيث دي رادا، تواريخ ملوك قشتالة حتى الكاثوليك، تاريخ إشبيلية لبيراثا، رحلة بيدرو تافور، كتاب الخطوة المشرفة لسويرو دي كينيونيس، والعديد من الوثائق من مكتبات وأرشيفات مثل سمَنكاس أو الإسكوريال.
كما احتفظ بعدد من المخطوطات الأدبية الوسيطة التي لا يُعرف خبرها إلا من خلاله، ومنها نسخة مفقودة من كتاب الحب الطيب لخوان رويث وأخرى من قصيدة فرناندو غونثاليث، بالإضافة إلى النسخة التي استند إليها في تحريره لكتاب كوندي لوكانور لدون خوان مانويل. كما امتلك مخطوطات لألفونسو الحادي عشر ملك قشتالة (كتاب الصيد)، وسفارة إلى تيمورلنك لروي غونثاليث دي كلافيخو. كما حاز نسخاً من الشعر الوسيط: أغاني السيدة مريم العذراء لألفونسو العاشر الحكيم، ديوان بايينا، قصائد آه يا خبازة! وديواناً لماركيز دي سانتيانا.
كتب بعض المؤلفات التي لم تُنشر مثل توزيع إشبيلية ومديح فاتحيها، وملاحظات لإعداد تاريخ إشبيلية (أداة لتاريخ إشبيلية)، وتاريخ بايثسا المفقود ذي الطابع النسّابي. كما بدأ تاريخ جزر الكناري نحو عام ١٥٩٠، لكنه تُوفي قبل إتمامه. غير أنّ النص يقابل تاريخ فتح الجزر السبع لغران كناريا، وهو عمل ملفّق باسم وتاريخ مزيفين لراهب غير موجود يُدعى خوان دي أبروه غاليندو (١٦٣٢)، يخفي ناسخاً مجهولاً نشر في ثلاثينيات القرن السابع عشر تاريخ الكناريين لأرجوتي دي مولينا.
نشر بعض الأشعار ويُعتبر منتمياً لمدرسة الإنسانية الإشبيلية مثل فرناندو دي إيريرا أو غوتييري دي سيتينا؛ رغم أن إنتاجه الشعري قليل ومتوسط الأهمية، إلا أنه تميز بغزارة العلم لكنه اتسم بنبرة خطابية. من إنتاجه سونيت منشور في معاهدة الفروسية الجنيتا لبيدرو دي أغيلار (إشبيلية، ١٥٧٢) وعدة «مدائح» لمؤلف هذه المعاهدة، للطبيب مونارديث، لمعلميه خيرونيمو دي تشابيس (الرياضيات) وأمبروسيو دي موراليس (التاريخ)، وللملك فرناندو الثالث ملك قشتالة، ولألفونسو العاشر الحكيم.
أما في عمله كمحرر أدبي، فكان أول فقيه لغوي اهتم بنشر عدد من روائع الأدب الإسباني الوسيط، مثل كتاب الصيد لألفونسو الحادي عشر، تاريخ تيمورلنك العظيم لروي غونثاليث دي كلافيخو (كلاهما في إشبيلية، بيسكيوني، ١٥٨٢)، ومن خلال نسخة مفقودة اليوم، كوندي لوكانور (إشبيلية، إيرناندو دياث، ١٥٧٥). كان لهذه الطبعة تأثير كبير، وهناك شواهد على أن سيرفانتس، لوبي دي فيغا، تيرسو دي مولينا، بالتاسار غراسيان وبدرو كالدرون دي لا باركا استفادوا منها.