جوادر (الأردية: گوادر) هي مدينة ميناء تقع على الساحل الجنوبي الغربي من إقليم بلوشستان الباكستاني. تقع المدينة على ضفاف بحر العرب، مقابل عُمان، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 90,000 نسمة، بحسب تعداد عام 2017. كانت جوادر من الممتلكات الخارجية لعُمان من عام 1783 حتى عام 1958. وتبعد نحو 120 كـم (75 ميل) جنوب غرب تُربت. أما مدينة الميناء الشقيقة تشابهار الواقعة في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني فتقع على بُعد نحو 170 كـم (110 ميل) غرب جوادر. وفي 2 أبريل 2021، أُعلنت جوادر عاصمة شتوية لبلوشستان.
الصناعة الأساسية في المدينة هي مصنع لتجهيز الأسماك. أصبحت جوادر جزءًا من سلطنة مسقط وعُمان عام 1797، ولم تُنقل ملكية المدينة والمناطق الداخلية المحيطة بها من عُمان إلى باكستان حتى عام 1958.
برزت جوادر إلى دائرة الاهتمام بعد حرب كارغيل، حين شعرت باكستان بالحاجة إلى وجود ميناء بحري عسكري، فتم إنشاء طريق كراتشي–جوادر (الطريق الساحلي) لأغراض دفاعية. وطوال معظم تاريخها، كانت جوادر مستوطنة صغيرة إلى متوسطة الحجم تعتمد اقتصاديًا على صيد الأسماك الحرفي. وقد تم التعرف لأول مرة على القيمة الاستراتيجية لموقعها عام 1954، عندما حددتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية كموقع مناسب لميناء مياه عميقة، بناءً على طلب من باكستان بينما كانت المنطقة لا تزال تحت حكم عُماني. وحتى عام 2001، ظلّ الإمكان الكامن في المنطقة لتكون ميناء مياه عميقة رئيسيًا غير مستغل من قبل الحكومات الباكستانية المتعاقبة، إلى أن بدأ العمل في المرحلة الأولى من ميناء جوادر عام 2007. بلغت تكلفة المرحلة الأولى 248 مليون دولار. ومع ذلك، بقي الميناء غير مستغل بشكل كافٍ بعد الإنشاء، لأسباب متعددة منها نقص الاستثمارات، والمخاوف الأمنية، وفشل حكومة باكستان في نقل ملكية الأراضي كما وُعدت إلى الجهة المشغلة للميناء، سلطة ميناء سنغافورة.
في أبريل 2015، أعلنت باكستان والصين عن نيتهما تطوير الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان (CPEC) الذي تبلغ قيمته 46 مليار دولار، والذي يُعد جزءًا من مبادرة الصين الطموحة حزام واحد، طريق واحد. وتُعد مدينة جوادر محورًا أساسيًا في CPEC، كما يُنظر إليها كحلقة وصل بين حزام واحد، طريق واحد ومشروع طريق الحرير البحري. وسيُستثمر ما قيمته 1.153 مليار دولار من مشاريع البنية التحتية في المدينة كجزء من CPEC، بهدف ربط شمال باكستان وغرب الصين بالميناء العميق. كما ستكون المدينة موقعًا لمنشأة عائمة للغاز الطبيعي المسال، والتي ستُبنى كجزء من مشروع خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان بقيمة 2.5 مليار دولار، في الجزء الممتد بين جوادر ونواب شاه. وعلى الرغم من المخاوف المتعلقة بالعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، فإن باكستان تمضي قدمًا في إنشاء خط أنابيب من الحدود الإيرانية إلى جوادر بحلول عام 2024، وذلك جزئيًا لتفادي العقوبات التعاقدية وجزئيًا لتقليل الاعتماد على محطة جوادر لتوليد الطاقة بالفحم التي تعتمد على الفحم المستورد. بالإضافة إلى الاستثمارات المباشرة تحت مظلة CPEC في مدينة جوادر، بدأت شركة ميناء الصين الخارجية في يونيو 2016 أعمال البناء في المنطقة الاقتصادية الخاصة في جوادر بقيمة 2 مليار دولار، والتي تُنظم على غرار المناطق الاقتصادية الخاصة في الصين. وفي سبتمبر 2016، نشرت هيئة تطوير جوادر دعوة لتقديم العطاءات لإعداد خطة نزع ملكية وإعادة توطين البلدة القديمة في جوادر.