الجهد المحرض أو الاستجابة المستثارة هو كمون كهربائي في نمط معين مسجل من أحد أجزاء الجهاز العصبي، وخاصة الدماغ، لدى الإنسان والحيوانات الأخرى بعد تقديم منبه مثل وميض الضوء أو النغمة النقية. تختلف أنواع الجهود المحرضة باختلاف نماذج المنبهات وأنواعها. يختلف الجهد المحرض «إي بّي» عن الجهود التلقائية التي يكشفها تخطيط كهربية الدماغ (إي إي جي)، أو تخطيط كهربائية العضل (إي إم جي) أو غيرها من وسائل تسجيل الفيزيولوجيا الكهربائية. تبرز أهمية هذه الجهود في طب التشخيص الكهربائي والمراقبة المشتملة على الكشف عن الأمراض والخلل الوظيفي الحسي المرتبط بالأدوية بالإضافة إلى مراقبة سلامة السبيل الحسي أثناء العمليات.
يميل مطال الجهود المحرضة إلى الانخفاض، إذ يتراوح بين ما يقل من ميكرو فولت واحد حتى عدة ميكرو فولت، مقارنة بعشرات الميكرو فولت في «إي إي جي»، وعشرات الميلي فولت في «إي إم جي» و20 ميلي فولت تقريبًا في «إي سي جي». تُعد عملية توسيط الإشارة ضرورية من أجل فصل هذه الجهود منخفضة المطال عن خلفية «إي إي جي» و«إي سي جي» و«إي إم جي» إلى جانب الإشارات البيولوجية الأخرى والضجيج المحيط. تتقيد الإشارة زمنيًا بالمنبه، ويتسم حدوث الضجيج بمعظمه بالعشوائية، ما يسمح بتوسيط الضجيج دون توسيط الاستجابات التكرارية.
يمكن تسجيل الإشارات من القشرة المخية، وجذع الدماغ، والنخاع الشوكي، والأعصاب المحيطية والعضلات. عادة ما ينحصر مصطلح «الجهود المحرضة» في الاستجابات المشتملة على تسجيل من بنى الجهاز العصبي المركزي أو تحفيز له. بالتالي، لا تمثل جهود الفعل الحركية المركبة المحرضة (سي إم إيه بّي) أو جهود الفعل العصبية الحسية (سي إن إيه بّي)، التي تستخدمها دراسات توصيل العصب (إن سي إس)، بشكل عام جهودًا محرضة، على الرغم من تحقيقها التعريف أعلاه.
تختلف الجهود المحرضة عن الجهود المرتبطة بالحدث (إي آر بّي)، على الرغم من استخدام المصطلحين كمرادفين في بعض المواضع، يرجع ذلك إلى ارتفاع كمون «إي آر بّي» وارتباطه بالمعالجة المعرفية العليا. تُصنف الجهود المحرضة بشكل رئيسي بالاعتماد على نوع المنبه: حسية جسدية، وسمعية وبصرية. يمكن تصنيفها أيضًا وفقًا لتواتر المنبه، والكمون الموجي، والأصل، والموقع والمنشأ.