جهاز إرسال فجوة الشرارة (بالإنجليزية: spark-gap transmitter) هو نوع قديم من أجهزة إرسال الراديو التي تولد موجات راديوية عن طريق شرارة كهربائية. كانت أجهزة إرسال فجوة الشرارة أول نوع من أجهزة إرسال الراديو، وكانت النوع الرئيسي المستخدم خلال عصر التلغراف اللاسلكي أو "الشرارة"، العقود الثلاثة الأولى من تقنية الاتصال الراديوي، من عام 1887 حتى نهاية الحرب العالمية الأولى. قام الفيزيائي الألماني هاينريش هيرتز ببناء أول أجهزة إرسال فجوة الشرارة التجريبية في عام 1887، والتي أثبت من خلالها وجود الموجات الراديوية ودرس خصائصها.
كان أحد القيود الأساسية لأجهزة إرسال فجوة الشرارة هو أنها تولد سلسلة من النبضات العابرة القصيرة من الموجات الراديوية تسمى الموجات المخففة damped waves؛ وهي غير قادرة على إنتاج الموجات المستمرة continuous waves المستخدمة لنقل الصوت في عمليات إرسال الراديو الحديثة ذات تعديل السعة AM أو تعديل التردد FM. لذلك لم تتمكن أجهزة إرسال فجوة الشرارة من إرسال الصوت، وبدلاً من ذلك كانت تنقل المعلومات عن طريق التلغراف اللاسلكي؛ حيث يقوم المشغل بتشغيل جهاز الإرسال وإيقاف تشغيله باستخدام مفتاح التلغراف، مما يؤدي إلى إنشاء نبضات من الموجات الراديوية لتهجئة الرسائل النصية بطريقة ترميز مورس.
جرى تطوير أول أجهزة إرسال واستقبال بطريقة فجوة الشرارة للاتصالات الراديوية بواسطة جولييلمو ماركوني حوالي عام 1896. وكان أحد الاستخدامات الأولى لأجهزة إرسال فجوة الشرارة على متن السفن، للتواصل مع الشاطئ وبث نداء استغاثة إذا كانت السفينة في حالة خطر. لقد لعبت تلك الأجهزة دورا حاسما في عمليات الإنقاذ البحرية مثل كارثة 1912 لسفينة آر إم إس تيتانيك. بعد الحرب العالمية الأولى، ظهرت أجهزة إرسال تعتمد على الأنبوب المفرغ (vacuum tube transmitters)، والتي كانت أقل تكلفة وقادرة على إنتاج موجات مستمرة ذات نطاق أكبر، وأنتجت تداخلا أقل، ويمكنها أيضا حمل الصوت، مما يجعل أجهزة إرسال فجوة الشرارة قديمة بحلول عام 1920. الإشارات الراديوية التي تنتجها أجهزة إرسال فجوة الشرارة "صاخبة" كهربائيا؛ ولديها عرض نطاق ترددي واسع، مما يخلق تداخل في تردد الراديو التي يمكن أن تُعطل البث. هذا النوع من الانبعاثات الراديوية محظور بموجب القانون الدولي منذ عام 1934.