أبعاد خفية في جمهورية المجر الشعبية

جمهورية المجر الشعبية (بالمجرية: Magyar Népköztársaság) هي جمهورية اشتراكية بنظام الحزب الواحد نشأت من 20 أغسطس 1949 وانتهت في 23 أكتوبر 1989.

ظهرت جمهورية المجر الشعبية، الاشتراكية ذات الحزب الواحد، في 20 أغسطس 1949، واستمرت حتى 23 أكتوبر 1989. كانت الجمهورية تحت حكم حزب العمال الاشتراكي المجري، الذي كان خاضعًا لنفوذ الاتحاد السوفييتي. اتفق ونستون تشرشل مع جوزيف ستالين، بموجب مخرجات مؤتمر موسكو لعام 1944، على ضرورة إدراج المجر بعد الحرب ضمن نطاق النفوذ السوفييتي. استمر وجود جمهورية المجر الشعبية حتى عام 1989، عندما أنهت قوى المعارضةِ الشيوعيةَ في المجر.

كانت جمهورية المجر الشعبية تعد نفسها خليفة للجمهورية المجرية السوفييتية التي تشكلت في عام 1919، وكانت أول دولة شيوعية تنشأ بعد جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية. صنف الاتحاد السوفيتي، في أربعينيات القرن العشرين، جمهورية المجر جمهورية ديموقراطية شعبية. جغرافيًا، تحد جمهورية المجر الشعبية رومانيا والاتحاد السوفيتي (عبر جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية) من الشرق، ويوغوسلافيا من الجنوب الغربي، وتشيكوسلوفاكيا من الشمال، والنمسا من الغرب.

أمضى الشيوعيون فترة عام ونصف بعد مؤتمر موسكو في محاولة إحكام قبضتهم على السلطة وإضعاف الأحزاب الأخرى، ووصلت هذه المحاولات ذروتها في شهر أكتوبر من عام 1947، عندما اشترط الشيوعيون، على شركائهم غير الشيوعيين في التحالف، التعاونَ مع حكومة ائتلافية (أُعيد تشكيلها مؤخرًا) ليتمكنوا من البقاء في البلاد. اكتملت هذه العملية بشكل أو بآخر في عام 1949، عندما اعتمدت هيئة تشريعية، منتخبة حديثًا من قائمة واحدة يهيمن عليها الشيوعيون، دستورًا على الطراز السوفيتي، وأُعيد تشكيل البلاد لتكون «جمهورية شعبية».

استمرّ اتباع نفس السياسات على مر السنين، إذ استمر الاتحاد السوفيتي بالضغط على سياسة جمهورية المجر الشعبية من خلال الحزب الشيوعي المجري، واستمر بالتدخل في شؤون البلاد من خلال ممارسة الضغط العسكري وإجراء العمليات السرية كلما اقتضت الحاجة. أدى القمع السياسي والتدهور الاقتصادي في جمهورية المجر الشعبية إلى اشتعال انتفاضة شعبية على مستوى البلاد في شهري أكتوبر ونوفمبر 1956 عُرفت باسم الثورة المجرية 1956 ومثلت أكبر ظاهرة معارضة في تاريخ الكتلة الشرقية على الإطلاق. بعد السماح للثورة، في بادئ الأمر، بأن تأخذ مجراها، أرسل الاتحاد السوفيتي الآلاف من الدبابات والقوات العسكرية لسحق المعارضة وتثبيت حكومة جديدة يسيطر عليها السوفييت بقيادة يانوش كادار، ما أسفر عن مقتل الآلاف من المجريين، وإرسال مئات الآلاف منهم إلى المنفى. لكن، وبحلول أوائل ستينيات القرن العشرين، خففت حكومة كدار من حدة تعاملها مع المواطنين المجر بشكل كبير، ونفذت شكلًا فريدًا من أشكال الشيوعية الشبيهة بالليبرالية عرفت باسم شيوعية الجولاش، فسمحت الدولة باستيراد بعض المنتجات الاستهلاكية والثقافية الغربية، كما أعطت المجريين حرية أكبر في السفر إلى الخارج، وقضت، إلى حد بعيد، على مظاهر دولة الشرطة البوليسية. أكسبت هذه الإجراءات المجر لقب «أبهج ثكنة في المعسكر الاشتراكي» خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. اضطر كادار، أحد القادة الأطول خدمة في القرن العشرين، للتقاعد في عام 1988، بعد تزايد ضغوطات القوى المؤيدة للإصلاح عليه في ظل انكماش اقتصادي يهيمن على الوضع في البلاد. ظلت هنغاريا على هذا الوضع حتى أواخر ثمانينيات القرن العشرين عندما اندلعت اضطرابات في مختلف أنحاء الكتلة الشرقية، وبلغت ذروتها مع انهيار جدار برلين، وتفكك الاتحاد السوفيتي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←