إتقان موضوع جمجمة فلورسباد

جمجمة فلورسباد هي جمجة اكتشفها الباحث دراير في موقع فلورسباد (لذلك سُميت على اسم الموقع) وذلك عام 1932، وقد اكتسبت هذه الجمجمة شهرة كبيرة وواسعة خاصة وأن الموقع الذي عُثرت فيه له أهمية كبيرة فهو يعود إلى العصر الحجري المتوسط في أفريقيا ويُعتبر دولة حرة محافظة موجودة في جنوب أفريقيا؛ وقد تميز هذا الموقع على مر التاريخ بكمية المستحثات الكثيرة التي تم العثور عليها فيه وكان بعضها مهم بل لعب دورا بارزا في تشكيل علم الأحياء، ولعل أبرز ما قدمه هذا الموقع للعلم كانت جمجمة الإنسان العاقل الذي خلق ضجة حينها كما ثم العثور فيه على بقايا حيوانات أخرى (بعضها انقرض في أزمنة غابرة). خلقت جمجمة فلورسباد ضجة كبيرة هي الأخرى فور العثور عليها، حيث لم يتفق العلماء في بادئ الأمر على التصنيف الصحيح لها وفي أي نوع يجب إضافتها؛

خاصة وأن العينة التي تم العثور عليها لها نفس حجم البشر الذي يعيش في العصر الحديث؛ إلا أن هناك فرق طفيف في حجم المخ، حيث أن حجم المخ في جمجمة فلورسباد أكبر بحوالي 1400 سم3. وقد تزامن العثور على هذه الجمجمة مع الثورات التكنولوجيا التي شهدها العالم والبشر في تلك الفترة، كما تم العثور جنبا إلى جنب مع الجمجمة على أدوات حجرية مُختلفة الأشكال والأحجام مما دفع بالعلماء إلى افتراض أن جمجة فلورسباد تعود لإنسان بدائي ما وأن تلك الأدوات الحجرية تعود لهذا الإنسان وهو الذي استعملها قصد تسهيل حياته.

جمجمة فلورسباد التي عثر عليها دراير لم تكن كاملة؛ حيث كانت مكونة من الجانب الأيمن من الوجه فقط (بينما الجانب الأيسر غير موجود) كما احتوت الجمجمة على عظم جبهي وبعض الأجزاء من الفك العلوي، جنبا إلى جنب مع أجزاء من السقف والجدران الجانبية. كما لم يتم العثور على أي أسنان أو قواطع باستثناء ضرس ثالث عُثر عليه في الجزء العلوي الأيمن من الفك. وقد لعب هذا الضرس الوحيد دورا مهما وكبيرا في معرفة تاريخ الجمجمة؛ ففي عام 1996 تم إرسال ذلك الضرس إلى مختبر تقنية قصد فحصه وقد قدر الباحثين حينها عُمر الجمجمة بحوالي 295.000 سنة.

فحص وتحليل الجمجمة أظهر أنها كانت مُصابة بفرط التعظم المتخلخل فضلا عن عدد كبير الآفات المرضية الأخرى بما في ذلك مرض في الأوعية الدموية، وهناك أيضا عدة ثقوب كبيرة قُرب الفم وقد اعتبر بعض العلماء هذه الثقوب كعلامة على أن صاحب الجمجمة كان آكلا للحوم البشر.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←