جراحة المخ الاستئصالية (وتعرف أيضًا باسم علاج الإصابات الدماغية) هي استئصال جراحي يجرى بعدة طرق على نسيج الدماغ لعلاج الاضطرابات العصبية أو النفسية. والإصابات الناتجة عن هذا النوع من الجراحات غير قابلة للعلاج. هناك بعض النويات المستهدفة للجراحة الاستئصالية وتحفيز الدماغ العميق. تتمثل هذه النويات في المهاد الحركي والكرة الشاحبة والنواة تحت المهاد.
ظهرت جراحة المخ الاستئصالية لأول مرة على يد عالم الفسيولوجيا الفرنسي بيير فلورنس (Pierre Flourens) (1774-1867). إذ إنه أزال أجزاءً مختلفة من الجهاز العصبي من الحيوانات وراقب التأثيرات الناتجة عن إزالة أجزاء معينة. على سبيل المثال، إذا ما عجز أحد الحيوانات عن تحريك أحد أطرافه بعد إزالة جزء معين، فمن المفترض أن الجزء المزال يتحكم في حركات هذا الطرف. وأطلق على طريقة استئصال جزء من الدماغ «الاستئصال التجريبي» وباستخدام الاستئصال التجريبي، زعم فلورنس أنه عثر على الجزء المسئول في الدماغ عن التحكم في نبض القلب والتنفس.
وكثيرًا ما تُستخدم جراحة المخ الاستئصالية كأداة بحثية في علم دراسة الأعصاب. على سبيل المثال، باستئصال أجزاء معينة من المخ وملاحظة التغيرات التي تطرأ على الحيوانات الخاضعة للاختبارات السلوكية، يمكن استنباط وظائف الأجزاء التي أُزيلت.
يُستخدم الاستئصال التجريبي في الأبحاث التي تُجرى على الحيوانات. يعد إجراء مثل تلك الأبحاث على البشر أمرًا غير أخلاقي بسبب التأثيرات التي لا يمكن تغييرها والأضرار التي يمكن أن تحدث بسبب الإصابات واستئصال أنسجة المخ. على الرغم من ذلك، يمكن ملاحظة هذه التأثيرات الناتجة عن آفات الدماغ (والتي تحدث بسبب الحوادث أو الأمراض) والتي تطرأ على السلوك للوصول إلى استنتاجات بخصوص وظائف الأجزاء المختلفة للمخ.