أبعاد خفية في جذيمة الأبرش

جَذِيمَة الأبْرَش بن مالك بن فَهْم (نحو 180م - 267م): هو ملِك عرب العراق وثاني ملوك إتحاد تنوخ، وأحد ملوك العرب قبل الإسلام. ورث سلطان بادية العراق بعد والده مالك بن فهم ما بين العام (207م - 267م).وعاش جَذِيمَة عمُرًا طويلًا، وحكم ستين عامًا، وفي ذلك قال محمد بن السائب الكلبي: «كَانَ جذيمة بن مَالك ملكا على الْحيرَة وَمَا حولهَا من السوَاد ملك سِتِّينَ سنة، وَكَانَ بِهِ وضح، وَكَانَ شَدِيد السُّلْطَان يخافه الْقَرِيب ويهابه الْبعيد».وكان جذيمة أنيقا جميلا، شاعراً،واسع الملك، قال المفضل الضبي: «جذيمة الأبرش رجلا من الأزد، وكان ملكا على الحيرة وما حولها، وكان ينزل الأنبار، وكان فيما يقال من أحسن الناس وجها وأجملهم».وله ديوان وأشعار في كتاب أشعار الأسد (مفقود).

اجتمع له ملك ما بين الحيرة والأنبار والرقة وعين التمر والقطقطانية وبقة وهيت، وأطراف البر إلى العمير ويبرين، وما وراء ذلك.وكان يغزو بالجيوش المنظمة، فغزا إمارة الحضر،وطمح إلى امتلاك مشارف الشام وأرض الجزيرة، فغزاها وحارب ملكها فقتله وانتهب بلاده، وانصرف. فجمعت زنوبيا الجند في تدمر، واستعدت، ثم راسلت جذيمة وعرضت عليه نفسها زوجة، فطمع جذيمة في ملكها، فجاءها في جمع قليل، فقتلته بثأر أبيها. وفيه متمم بن نويرة يقول: «وكنا كندماني جذيمةَ حقبةً، من الدهر حتى قيل لن يتصدعا»، وقد تمثلت السيدة عائشة بهذه الأبيات.

وجَذِيمَة الأبرش شخصية تاريخية وليست أسطورية، والدليل على ذلك أن اسمه ورد في نقش نبطي عُثر عليه في قرية "أم الجمال" يرجع تاريخه إلى سنة 270م،ونصُّ النقش: «هذا شاهد قبر فهر بن سالي قائد جذيمة ملك تنوخ». وقد ورد اسم جذيمة في كثير من أشعار العرب، على أن خبر جَذِيمَة في المصادر العربية قد اختلط ببعض المرويات الأسطورية، وتضمَّن طائفة كبيرة من أمثال العرب والأشعار يرجح أنها وُضعت فيما بعد.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←