إن جذور حرب 1967، التي خاضتها إسرائيل والدول المجاورة مصر (المعروف آنذاك باسم الجمهورية العربية المتحدة) والأردن وسوريا بين 5 يونيو و10 يونيو 1967، تشتمل على قضايا طويلة الأمد وفورية على حد سواء. في وقت حرب 1967، ظل التأسيس السابق لإسرائيل، وما نتج عنه من قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومشاركة إسرائيل في غزو مصر خلال أزمة السويس في عام 1956، تشكل مظالم كبيرة للعالم العربي. وظل القوميون العرب بقيادة الرئيس المصري جمال عبد الناصر يعادون وجود إسرائيل ويهددون سكانها اليهود بتهديدات خطيرة. وبحلول منتصف الستينات، تدهورت العلاقات بين إسرائيل وجيرانها العرب إلى حد وقوع عدد من الاشتباكات الحدودية.
في أبريل 1967، أطلقت سوريا النار على جرار إسرائيلي محراث في المنطقة المنزوعة السلاح، والذي تصاعد إلى اشتباك جوي قبل الحرب. وفي شهر مايو 1967، وفي أعقاب المعلومات المضللة حول النوايا الإسرائيلية التي قدمها الاتحاد السوفيتي، طردت مصر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التي كانت متمركزة في شبه جزيرة سيناء منذ صراع السويس، وأعلنت عن فرض حصار على قدرة إسرائيل على الوصول إلى البحر الأحمر (المياه الدولية) عبر مضيق تيران، الذي اعتبرته إسرائيل عملا من أعمال الحرب. وتصاعدت حدة التوتر مع حشد جيوش الجانبين. وبعد أقل من شهر، شنت إسرائيل ضربة مفاجئة بدأت حرب الأيام الستة.
وتشير وجهة النظر والمذكرات التقليدية التي يتبناها كبار الإسرائيليين إلى أن تصرفات إسرائيل التي أدت إلى الحرب كانت حكيمة وأن المسؤولية عن الحرب تقع على عاتق مصر. ووفقا للعالم السياسي زئيف ماوز فإن أغلب الدراسات العلمية تعزو الأزمة إلى عملية معقدة من التصعيد غير المرغوب فيه، والتي كانت كل الأطراف تريد منعها، ولكنها كانت مسؤولة في نهاية المطاف عن كل شيء. وكان عبد الناصر يعلم أن حصاره لمضيق تيران من مرور السفن الإسرائيلية، في 23 مايو 1967، قد يعطي إسرائيل سببا لشن الحرب. وقراراته المطالبة بازالة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة من سيناء وخاصة إغلاق خليج العقبة أمام الشحن الإسرائيلي عبر مضيق تيران تعتبر مقبولة بشكل عام كنقطة أصبحت فيها الحرب حتمية. يعتبر بعض المعلقين الحرب مثالا كلاسيكيا للهجوم الاستباقي دفاعا عن النفس، بينما أصبح الرأي القائل بأن إسرائيل تصرفت دفاعا عن النفس مُعترضا عليه أكثر فأكثر في القرن الحادي والعشرين.