يشير الجدل بين أفتونبلاديت وإسرائيل إلى الجدل الذي أعقب نشر مقال في 17 أغسطس 2009 في الصحيفة السويدية أفتونبلاديت، وهي إحدى أكبر الصحف اليومية في بلدان الشمال الأوروبي. حيث زعم ذلك المقال أن القوات الإسرائيلية كانت قد جمعت الأعضاء من الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم تحت الحجز. أثار المقال جدلا حادا في السويد والخارج، وأحدث شرخا بين الحكومتين السويدية والإسرائيلية. وندد المسؤولون الإسرائيليون بالتقرير في ذلك الوقت ووصفوه بأنه معاد للسامية. كتب المقال المصور الصحفي السويدي المستقل دونالد بوستورم، وكان عنوان المقال «أبناءنا يتعرضون للنهب من أجل أعضائهم». وقدم ادعاءات بأنه في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، أسرت القوات الإسرائيلية عددا كبيرا من الشباب من الضفة الغربية وقطاع غزة وأعيدت جثثهم إلى أسرهم بأعضاء مفقودة.
أدانت الحكومة الإسرائيلية والعديد من النواب الأمريكيين المقال ووصفته بأنه لا أساس له وتحريضي، وأشاروا إلى تاريخ معاداة السامية وفرى الدم ضد اليهود وطلبوا من الحكومة السويدية التنديد بالمقال. رفضت الحكومة، مستشهدة بحرية الصحافة والدستور السويدي. وأدانت السفيرة السويدية لدى إسرائيل إليزابيت بورسيين بونييه المقال ووصفته بأنه «صادم ومروع» وذكرت أن حرية الصحافة تحمل المسؤولية، لكن الحكومة السويدية نأت بنفسها عن تصريحاتها. أيدت رابطة ناشري الصحف السويدية ومراسلون بلا حدود رفض السويد إدانتها. لقد بذلت إيطاليا محاولة جهيضة لنزع فتيل الموقف الدبلوماسي بقرار أوروبي يدين معاداة السامية. وأعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها ستشكل لجنة للتحقيق في ادعاءات المقال. وجد استطلاع بين المحررين الثقافيين للصحف السويدية الكبرى الأخرى أن الجميع كان سيرفض المقال.
وفي ديسمبر 2009، أُطلقت مقابلة أجريت في عام 2000 مع كبير أخصائيي الطب الشرعي في معهد ل. غرينبيرغ الوطني للطب الشرعي، يهودا هيس، اعترف فيها بأخذ أعضاء من جثث جنود إسرائيليين ومواطنين إسرائيليين وفلسطينيين وعمال أجانب دون إذن من أسرهم. وأكد مسؤولو الصحة الإسرائيليون اعترافه، ولكنهم قالوا إن مثل هذه الحوادث انتهت في التسعينيات، وأشاروا إلى أنه تم إقالة هاس من منصبه.
وقالت الصحافة الفلسطينية أن التقرير «يؤكد على ما يبدو ادعاءات الفلسطينيين بأن إسرائيل أعادت جثث أقاربهم وصدورهم مخيطة بعد أن انتزعت أعضائهم».
وذكرت وكالات أنباء عديدة أن مقال أفتونبلاديت زعم أن إسرائيل قتلت فلسطينيين لحصد أعضائهم، رغم أن المؤلف، المحرر الثقافي لأفونبلاديت، ونانسي شيبر هيوز أنكرت ذلك الادعاء.