نصب جبل راشمور التذكاري الوطني (بالإنجليزية: Mount Rushmore National Memorial)، هو نصب تذكاري وطني يتمحور حول منحوتة ضخمة محفورة في الواجهة الجرانيتية لجبل راشمور (بلغة لاكوتا: Tȟuŋkášila Šákpe، أو الأجداد الستة) في منطقة بلاك هيلز بالقرب من كيستون، داكوتا الجنوبية، في الولايات المتحدة. أطلق عليه النحات "غوتزون بورغلوم" اسم مزار الديمقراطية، وأشرف على تنفيذه من عام 1927 إلى عام 1941 بمساعدة ابنه، لينكولن. تتميز المنحوتة بتصوير لرؤوس أربعة رؤساء للولايات المتحدة، يبلغ ارتفاع كل منها 18 مترًا وهم (حسب تمثيله للأمة):
جورج واشنطن (تأسيس الأمة)
توماس جفرسون (توسع الأمة)
ثيودور روزفلت (تطور الأمة)
أبراهام لينكون (حفظ الأمة)
يجذب جبل راشمور أكثر من مليوني زائر سنويًا إلى الحديقة التذكارية التي تغطي مساحة 5.179 كم مربع. يبلغ ارتفاع الجبل 1,745 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
اختار "بورغلوم" جبل راشمور جزئيًا لأنه يواجه جهة الجنوب الشرقي مما يوفّر أقصى تعرّض لأشعة الشمس. كانت فكرة النحت من ابتكار "دون روبنسون"، المؤرّخ الرسمي لولاية ساوث داكوتا. أراد "روبنسون" في البداية أن تُجسّد المنحوتة أبطال الغرب الأميركي، مثل "لويس" و"كلارك"، ومرشدتهما في الرحلة "ساكاجاويا"، وزعيم الأوغلالا لاكوتا "الغيمة الحمراء"، و"بافالو بيل كودي"، وزعيم الأوغلالا لاكوتا "الجواد الجامح". لكن بورغلوم اختار بدلاً من ذلك الرؤساء الأربعة.
قام "بيتر نوربيك"، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي من ولاية داكوتا الجنوبية، برعاية المشروع وتأمين التمويل الفيدرالي له. بدأت أعمال البناء عام 1927، واكتملت وجوه الرؤساء بين عامي 1934 و1939. وبعد وفاة "غوتزون بورغلوم" في مارس 1941، تولّى ابنه "لينكولن" قيادة مشروع البناء. كان من المقرر أن يُجسَّد كل رئيس من الرأس حتى الخصر، لكن نقص التمويل أجبر على إنهاء العمل في 31 أكتوبر 1941، ولم يتضمن النحت تفاصيل أسفل الذقن سوى في تمثال "جورج واشنطن" فقط.
شُيِّدت المنحوتة في جبل راشمور على أرضٍ انتُزِعت من قبيلة السو الهندية في سبعينيات القرن التاسع عشر. لا تزال قبائل السو تطالب باستعادة الأرض، وفي 1980 قضت المحكمة العليا الأميركية في قضية الولايات المتحدة ضد شعب السو الهندية بأن الاستيلاء على جبال بلاك هيلز يتطلّب تعويضًا عادلاً، ومنحت القبيلة 102 مليون دولار، رفضت قبائل السو هذا المال، وما زالت تطالب باستعادة الأرض. ولا يزال هذا النزاع قائمًا، مما دفع بعض منتقدي النصب إلى وصفه بـ "مزار النفاق".