جامع السراجي، وهو من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، ولقد بني في عام 1140هـ/1727م، قال عبد القادر باش أعيان المولود سنة 1894 في كتابه (البصرة في أدوارها التاريخية) المنشور سنة 1961 "وبنى أجداد أسرة باش أعيان العباسي مساجد كثيرة في مختلف قرى البصرة" ثم ذكر منها "مسجد السراجي ولا زال قائماً بالمئذنة التي شيّدوها"، ويقال إن الذي شيده واعاد اعماره هو عبد الوهاب باشا بن أحمد القرطاس في عام 1320هـ/1900م، وجددته وزارة الأوقاف سنة 1384 هـ/ 1964م، الذي شمل حرم الجامع وسقفه وغرفه، وتبلغ مساحة الجامع حوالي 1900 م2، ولقد كان بناؤه من مادة اللبن والطين، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجدد بناؤه من قبل مجموعة من المتبرعين في عقد الثمانينيات من القرن العشرين، وكان آخر تعمير وتجديد لهُ في عام 1421هـ/2002م، وتم ذلك على نفقة المحسنة (أم حميد التويجري)، وتقام في الجامع حالياً صلاة الجمعة وصلاة العيدين والصلوات الخمسة.
وفي الجامع منارة أثرية فخمة البناء لها حوض واحد، مبنية بالآجر القديم ونقشت بعض أجزائها العلوية بالكاشي الملون الكربلائي، وفيهِ مصلى واسع يبلغ عرضه 18 متراً وبطول 11 متراً، وللحرم محراب مبني من الطابوق والإسمنت وعن يمينه منبراً محاط بسياج من خشب الصاج، وتحيط بالمصلى النوافذ من كل جانب، ويعتبر الجامع من أوسع مساجد البصرة مساحة قديما حيث كان يسمى بالمسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضاً كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان إسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت وتمييزاً لهُ عن جامع مناوي لجم الصغير.
وقبالة الحرم ساحة طارمة بعرض الحرم وبطول أربعة أمتار ولها سقف يقوم على أربعة أعمدة كونكريتية، وبجوار الحرم غرفة خصصت للإمام والخطيب وأخرى للمؤذن والخادم.
ويحتوي الجامع على مخزن ومحلات مرافق للوضوء وفيه ساحة وحديقة مليئة بأشجار النخيل.
ولقد شغل منصب الإمامة والخطابة فيهِ الملا موسى بن ملا حسين التميمي، ثم أعقبه ابنه الملا حسين الذي كان لهُ دور فعال في الإرشاد والتوعية الدينية في فترة عقد الأربعينيات من القرن العشرين.