ثقافة نيوزيلندا في الأصل ثقافة غربية متأثرة في البيئة الفريدة من نوعها والعزل الجغرافي لجُزرها، والمدخلات الثقافية لشعب الماوري الأصلي والموجات متعددة الأعراق للهجرة والتي جاءت بعد الاستعمار البريطاني لنيوزيلندا.
وصل المستكشفون البولينيزيون الجزيرة بين عامي 1250 و1300. على مر القرون لتوسع البولينيزيون واستقرارهم، تطورت ثقافة الماوري من جذورها البولينيزية. أنشأ الماوري قبائل منفصلة، وبنوا قرى محصنة، ومارسوا الصيد والاصطياد وتبادل السلع والزراعة المتقدمة والفنون والأسلحة وحافظوا على تاريخ شفهي مفصل. بدأ التواصل الأوروبي المنتظم سنة 1800، وتسارعت الهجرة البريطانية، وبالأخص من عام 1855. كان للمستعمرين تأثير خاص على الماوري، حيث أتوا بدين المسيحية والتكنولوجيا المتقدمة واللغة الإنكليزية ومحو الأمية والحساب. في سنة 1840، وقّع رؤساء الماوري على معاهدة وايتانغي، التي تهدف إلى تمكين القبائل العيش في سلام مع المستعمرين. على أي حال، بعد العديد من الحوادث، اندلعت الحروب النيوزيلندية عام 1845، حيث عانت الماوري من خسارة أرضها معظمها من خلال المصادرات، لكن أغلبها من خلال مبيعات الأراضي واسعة النطاق. حافظ الماوري على هوياتهم، واختاروا في الغالب العيش بشكل منفصل عن المستعمرين مع استمرار التحدث والكتابة بلغتهم. مع الهجرة الجماعية من بريطانيا، وازدياد معدلات الوفيات للماوري وانخفاض متوسط عمر النساء الماوريات، انخفض عدد السكان بين عامي 1850 و1930، ليصبحوا أٌقلية.
حافظ النيوزلنديون الأوروبيون (باكيها)، على الرغم من موقعهم البعيد عن أوروبا، على ثقافتهم القوية المرتبطة بـ «الأم إنجلترا». ضعفت هذه الروابط بسبب زوال الإمبراطورية البريطانية وخسارة الوصول الخاص لأسواق اللحوم ومنتجات الألبان البريطانية. بدأ الـ باكيها بصياغة هويات مختلفة ومتأثرة بتاريخهم الرائد، ونمط الحياة الريفية والبيئة الفريدة لنيوزيلندا. أصبحت ثقافة باكيها بعد الحروب منتشرة، لكن بعد جهود سياسية مستمرة، أصبحت الثنائية الثقافية ومعاهدة وايتانغي جزءًا من المنهج الدراسي في أواخر القرن العشرين، لتعزيز التعاون بين الماوري وباكيها.
في الآونة الأخيرة، توسعت الثقافة النيوزلندية بسبب العولمة والهجرة من جزر المحيط الهادئ وشرق آسيا وجنوب آسيا. برزت ثقافة البولينيزيا غير الماورية، إذ أصبح مهرجان باسيفيكا والذي يعد أكبر مهرجان بولينيزي في العالم، حدثاً سنوياً في أوكلاند.
تحتفل نيوزيلندا بيومين، ذكرى يوم وايتانغي وذكرى يوم أنزاك، وكذلك تحتفل بالعطل خلال الذكرى السنوية لتواريخ تأسيس كل محافظة. يوجد لدى نيوزيلندا نشيدان وطنيان متساويان في الأهمية -«فليحفظ الله الملكة» و«حمى الله نيوزيلندا»- والتي غالبًا ما يتم غناء أبياتِها بالماورية والإنجليزية بالتناوب. يفضل الكثير من المواطنين تقليل التمييز العنصري، وببساطة، يلقبون أنفسهم بالنيوزلنديين أو «الكيويين».