ثقافة العراق أو ثقافة بلاد الرَّافدين تُعدُّ من أقدم التواريخ الثقافيَّة في العالم كما تُعدُّ واحدةً من أكثر الثقافات تأثيرًا عالميًا. يُعتبَر العراق مهد الحضارة وقد أسهم الإرث العراقي في التأثير على حضارات العالم وتشكيلها بطُرُق شتَّى كاختراع الكتابة والرياضيات والكيمياء وعلم الفلك والقانون. تركت الثقافة العراقيَّة تأثيرًا عميق الجُذُور في جميع الشُعُوب والثقافات الواقعة في آسيا وأوروپا وإفريقيا. ويتجلَّى هذا الأثر علميًا وأدبيًا وسياسيًا عن طريق العُلُوم والفلسفة والشعر والأدب والفُنُون والطب والهندسة.
يحتضن العراق على عكس العديد من بلدان العالم العربي، ويحتفل بإنجازات ماضيهِ في العصر البابلي والآشوري والسومري والأكدي حيث تؤكد الآثار المكتشفة عن حضارة عريقة سادت ثم بادت في وادي الرافدين، وعثر على الكثير من آثار الآشوريين والسومريين في العراق، ولقد تغير هذا الأمر بعد غزو العراق عام 2003 حيث تعرضت معظم آثاره للتخريب والسرقة أو التحطيم من قبل جماعات إرهابية، فالعراق كان يوماً مهد الحضارة القديمة في بلاد ما بين النهرين وثقافة سومر، حيث تم فيه اختراع الكتابة والعجلة. وتنتشر في العراق أماكن أثرية كثيرة تحتوي على مباني ضخمة تسمى الزقورة، وهي عبارة عن معابد مدرجة كانت تبنى في سوريا والعراق ومن أشهر الزقورات عالمياً هي زقورة أور في العراق قرب مدينة الناصرية، وزقورة عقرقوف قرب العاصمة بغداد، ويبلغ عددها حوالي 28 زقورة في العراق.
ووصل العراق إلى قمة مجدهِ في القرنين الثامن والتاسع الميلادي في عهد الحضارة الإسلامية أيام الخلافة العباسية حيث كانت بغداد ترأس ما كان في ذلك الحين أغنى الحضارات في العالم. إذ بلغ العراق العصر الذهبي في العهد الإسلامي وانتشرت المدارس والجامعات الإسلامية في بغداد وصارت قبلة للعالم من حيث التطور العلمي والثقافي وازدهار العلوم والاكتشافات المنوعة على كافة الأصعدة الميدانية، ومنها في علم الفلك والرياضيات والطب والبصريات والكيمياء والتاريخ والفلسفة وغيرها، وانتشر وذاع صيت علماء بغداد في كافة أنحاء العالم، وخصوصًا في عهد الخليفة العباسي هارون الرشيد.
تتنوع في العراق الأكلات الشعبية ومكوناتها وطرق تحضيرها. وتختلف الأكلات العراقية باختلاف المنطقة الجغرافية في العراق بحكم تغير البيئة ومواردها. ومن أشهر الأكلات الشعبية العراقية:
دولمة:- وهي ماتسمى في بعض الدول بالمحشي وتمتاز بتنوع مكوناتها.
برياني:- تشبه أكلة الكبسة الخليجية وهي عبارة عن رز يخلط مع بعض المكسرات كالفستق واللوز وأيضا اللحم المفروم ويستخدم له نوع خاص من التوابل والبهار.
الباچة:- وهي أكلة شعبية مكونة من لحم رأس الخروف مع أرجله يتم سلقها وأكلها مع الخبز والرز.
التمن والقيمة: وهي أكلة مشهورة في جنوب ووسط العراق خاصة في المناسبات الدينية وتتكون من مهروس الحمص واللحم مع الرز.
المسكوف: وهي أكلة بغدادية شهيرة لها طريقة خاصة في الإعداد إذ تشوى السمكة وهي معلقة على أعواد من الخشب وقد اشتهر بيها شارع أبو نؤاس في منطقة الرصافة ويستخدم فيها أنواع السمك النهري وبالذات سمك الكطان والكارب.