الموصلات الفائقة عند درجات حرارة مرتفعة هي نوع من المواد تسلك سلوك الموصلات الفائقة عند درجات حرارة أعلى من -200 درجة مئوية (أو -320 فهرنهايت)، وهي أقل درجة حرارة يمكن أن يصل إليها النيتروجين السائل، الذي يعتبر أحد أبسط المبردات المتاحة في مجال التبريد الفائق. تظهر خصائص الموصلات الفائقة فقط (تحت تأثير الضغط الجوي) عند درجات حرارة أقل بكثير من درجة الحرارة المحيطة، ولذا يُشترط تبريدها. تمثل المواد الخزفية معظم الموصلات الفائقة التي تعمل عند درجات حرارة مرتفعة. من ناحية آخرى تعمل الموصلات الفائقة الفلزية عند درجات حرارة أقل من -200 درجة مئوية، وهي تُدعى الموصلات الفائقة عند درجات الحرارة المنخفضة. وتُصنف الموصلات الفائقة الفلزية كذلك ضمن فئة الموصلات الفائقة الاعتيادية، إذ إنها اُكتشفت واُستخدمت قبل اكتشاف النوع الآخر من الموصلات الفائقة.
وفي الوقت الحالي صارت الموصلات الخزفية مناسبة للاستخدامات العملية، ولكن لا زلنا نواجه مشاكل عديدة في تصنيعها علاوة على قلة الأمثلة على استخداماتها العملية. ومعظم المواد الخزفية هشة مما يجعل تصنيع الأسلاك منها عملية صعبة.
تكمن الميزة الكبرى للموصلات الفائقة الخزفية في أنه يُمكن تبريدها باستخدام النيتروجين السائل. على الجانب الآخر تتطلب الموصلات الفائقة الفلزية مواد مبردة يصعب الحصول عليها، مثل الهيليوم السائل. ولسوء الحظ لم نعثر حتى الآن على أي موصلات فائقة يمكن تبريدها إلى الحد الكافي باستخدام الثلج الجاف فقط (ثاني أكسيد الكربون في الحالة الصلبة)، ولا يظهر تأثير التوصيل الفائق في أي منها تحت ظروف الضغط الجوي ودرجة حرارة الغرفة (إذ يظهر هذا التأثير عند درجات حرارة أقل من أي درجة حرارة سُجلت على سطح الأرض). ولذا تتطلب جميع الموصلات الفائقة نظام تبريد من نوع ما.
تندرج الفئة الرئيسية من الموصلات الفائقة عند درجات حرارة مرتفعة إلى فئة أكاسيد النحاس (بعض الأنواع المحددة منها فقط). بينما تندرج الفئة الثانية من الموصلات عمليًا إلى فئة المركبات الحديدية. يندرج ثنائي بوريد المغنيسيوم في بعض الأحيان إلى الموصلات الفائقة عند درجات حرارة مرتفعة: إذ إن عملية تصنيعه بسيطة نسبيًا، ولكن تأثيره يظهر عند درجة حرارة أقل من -230 درجة مئوية، ولذلك يتعذر تبريده بواسطة النيتروجين السائل، وعوضًا عن ذلك يمكن تبريده بواسطة الهيليوم السائل الذي قد يصل إلى درجة حرارة أقل من تلك بكثير.
تسلك معظم الموصلات الفائقة الخزفية سلوك الموصلات الفائقة من النوع الثاني.
اكتشف الباحثان، بيدنورتز ومولر من مختبرات آي بي إم، أول موصل فائق عند درجة حرارة مرتفعة في عام 1986. وفي العام التالي فاز كلاهما بجائزة نوبل في الفيزياء «لإسهامتهما الرائدة في اكتشاف التوصيلية الفائقة في الخزفيات».
يصنف الفيزيائيين النظريين بعض الغازات المضغوطة بدرجة متطرفة ضمن الموصلات الفائقة عند درجات حرارة مرتفعة. إذ نُشرت عدة مقالات متعلقة بالتوصيل الفائق عن الأبحاث النظرية على الغازات ذات الضغط المرتفع، وهي لا تتناسب مع التطبيقات العملية، إنما الهدف منها هو وضع تفسير رياضي نظري لظاهرة التوصيل الفائق.