كتاب تهذيب سنن أبي داود صَنَّفَه محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (ت: 833 هـ)، وهو من الكتب التي خدمت كتاب: «سنن أبي داود»، اعتنى المؤلف في الكتاب بعلم علل الحديث تصحيحًا وتضعيفِا، وباستنباط الأحكام الفقهية، وتحرير مسائل الخلاف، والجمع بين الأحاديث التي قد يوهم ظاهرها التعارض.
وأصل هذا الكتاب: تهذيب لـ«مختصر سنن أبي داود» للمنذري، فقد أتى عليه من أوله إلى آخره مهذبًا ومختصرًا، ومضيفًا إليه ومستدركِا عليه، كما شرح فيه كثيرًا من أحاديث سنن أبي داود وبين عللها ورجالها، كما حرر الأحكام الشرعية المستنبطة منها، ويغلب على مباحثه علم علل الحديث وعلم الفقه، مع مباحث في علم الأصول والقواعد واللغة والحديث والتاريخ.
ومما يزيد من أهمية الكتاب: أن ابن القيم من علماء المسلمين المهتمين بعلم الحديث ورجاله وعلله، يقول عنه الذهبي: «وعني بالحديث ومتونه ورجاله، وكان يشتغل في الفقه ويجيد تقريره وفي النحو ويدريه وفي الأصلين».
إلا أن كتاب ابن القيم لم يصلنا كما تركه مؤلفه، بل الذي وصل هو تجريده الذي صنعه محمد بن أحمد السعودي، حيث جرد كلام المؤلف الذي زاده على كلام المنذري في «مختصره»، وله طبعات عديدة، وأبرزها: طبعة دار عطاءات العلم في ثلاثة مجلدات.