الدليل الشامل لـ تهجير الفلسطينيين من اللد والرملة عام 1948

نزوح الفلسطينيين من مدينتي اللد والرملة عام 1948، المعروف أيضاً باسم "مسيرة الموت"، يُعد من أبرز عمليات التهجير القسري التي نُفذت خلال نكبة فلسطين. فقد طردت القوات الصهيونية ما بين 50,000 و70,000 فلسطيني بعد احتلالها للمدينتين خلال حرب 1948–1949. وكانت المدينتان تقعان خارج حدود الدولة اليهودية المقترحة في خطة التقسيم التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1947، لكنهما وقعتا لاحقاً تحت سيطرة إسرائيل الناشئة وتحولتا تدريجياً إلى مناطق ذات غالبية يهودية.

تُعد هذه الحملة من أكبر موجات التهجير التي نُفذت خلال النكبة، ووقعت في نهاية الهدنة الأولى مع استئناف المعارك، إذ سعى الصهاينة إلى تأمين الطريق نحو القدس والطريق الساحلي، اللذين كانا يتعرضان لضغط من القوات الأردنية والمصرية والفلسطينية.

من وجهة النظر الإسرائيلية، وبحسب المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس، فإن الهدف من اقتحام البلدتين كان إثارة الذعر في صفوف السكان المدنيين ودفعهم إلى الفرار. وقد ساهمت هذه العملية، بحسب موريس، في درء التهديد العربي عن تل أبيب، وإعاقة تقدم الجيش العربي من خلال خلق أزمة لاجئين تسد الطرق الرئيسية. كما نُقل أن لواء يفتاح تلقى أوامر بتجريد المدنيين من ممتلكاتهم الثمينة – مثل الساعات والمجوهرات والنقود – بهدف تحميل الجيش العربي عبئاً لوجستياً إضافياً مع تدفق أعداد هائلة من اللاجئين، وهو ما من شأنه تقويض قدراته العسكرية والنَيل من معنويات المدن العربية المجاورة.

في 10 يوليو، أصدر غلوب باشا، قائد الفيلق العربي الأردني، أمراً لقواته بـ"الاستعداد لخوض حرب زائفة". وفي اليوم التالي، استسلمت الرملة دون قتال يُذكر، بينما شهدت اللد مقاومة أشد وسقط فيها عدد كبير من القتلى. ويُقدّر المؤرخ الفلسطيني عارف العارف أن نحو 426 فلسطينياً قُتلوا في اللد يوم 12 يوليو، بينهم 176 داخل أحد المساجد، فيما قُتل نحو 800 خلال المعارك. أما موريس، فقد قدّر عدد القتلى الفلسطينيين بما يصل إلى 450 شخصاً، إلى جانب 9–10 جنود إسرائيليين.

عقب السيطرة على المدينتين، أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً بالطرد الجماعي لسكان اللد، وُقع عليه من قبل إسحاق رابين، وينص على وجوب طرد سكان اللد بسرعة، دون مراعاة للسن...". نُقل سكان الرملة في حافلات، بينما أجبر سكان اللد على السير لمسافات طويلة تحت حرارة الصيف الشديدة باتجاه المناطق الخاضعة للسيطرة العربية، حيث حاول الفيلق العربي الأردني – بقيادة بريطانية – تقديم المساعدة والإمدادات. وقد توفي عدد من اللاجئين خلال الرحلة بسبب الإرهاق والجفاف، وتتفاوت التقديرات بين أعداد قليلة تصل إلى المئات، وقد ذُكر أن عدد الوفيات بلغ نحو 500 شخص.

مثّلت عملية تهجير سكان اللد والرملة حوالي عُشر موجة النزوح الجماعي للفلسطينيين من وطنهم عام 1948، والمعروفة عربياً بـ"النكبة". وقد وصف عدد من الباحثين، من بينهم المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه، ما جرى بأنه "تطهير عرقي". في أعقاب التهجير، استقر آلاف اليهود الوافدين إلى إسرائيل في المنازل التي خُليت من أصحابها، بين عامي 1948 و1951، وذلك بسبب نقص السكن، ولضمان عدم عودة السكان الأصليين إليها. واعتبر الصحفي الإسرائيلي آري شافيت أن هذه الأحداث شكلت "مرحلة حاسمة في الثورة الصهيونية، وأسست لبنية الدولة اليهودية".

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←