التنمية الحِفاظِيّة، وتُدعى أيضًا التصميم الحفاظي، هي تنمية استخدام أرضيٍّ محدودة، قائمة على مبدأ إتاحة التطوير المستدام المحدود، مع الإبقاء على المعالم البيئية الطبيعية للمكان، من مساحات مفتوحة أو مناظر طبيعية أو أراض زراعية أو موائل الحياة البرية أو طابع المجتمعات الريفية وما شابه. عادة ما تُعرَّف التنمية الحفاظية بأنها مشروع يخصص 50% على الأقل من إجمالي مساحته التطويرية ويجعلها مساحة مفتوحة. عادة ما يَشترك في إدارة الأرض وملكيتها مُلّاك أراض خاصة ومنظمات استخدام حفاظي للأراضي وحكومات محلية. هذا النهج آخذ في الانتشار في أنحاء كثيرة من الولايات المتحدة، ولا سيما غربها. وفي شرقها روّجته بعض الحكومات المحلية بصفته طريقة للحفاظ على جودة المياه.
شهرة هذا النوع من التخطيط آخذة في الازدياد، لأن «تطوير الأراضي من أجل التنمية الإسكانية سبب رئيسي لتدمير الموائل الطبيعية وتجزُّئها». في خسارة موئل طبيعي أو تجزؤه تهديد للأنواع التي تسكنه ودفْعها إلى حافة الانقراض. يساهم تطوير الأراضي أيضًا في تقليل الأراضي الزراعية المنتِجة، الآخذة في النقصان بالفعل من جراء التغير المناخي.
تختلف التنمية الحفاظية عن غيرها من أساليب حماية الأراضي، بأنها تستهدف حماية الموارد البيئية الموجودة في الأراضي المقرر تطويرها حالًا، أي إن التنمية الحفاظية تستهدف الحماية الفورية للأرض المعيَّنة للتطوير. أما نهج «الحزام الأخضر» مثلًا -للمقارنة- فيستهدف حماية أرض من التنمية المستقبلية، وتكون تلك الأرض خارج المنطقة المعينة للتطوير. تستهدف التنمية الحفاظية خلق حاجز متدرج بين المناطق الحضرية والريف المفتوح، فلا يكون الحاجز مجرد طريق سريع -وهو أَشْيَع الحواجز- يصوِّره على الخريطة خط ممتد. يحاول هذا النهج اجتناب الفصل التام الذي نراه حيث تكون منطقة حضرية على جانب، وعلى الجانب الآخر غابة أو حقول زراعية محمية تماما ولا تمتّ إلى المنطقة الأولى بصلة. تتصدى التنمية الحفاظية للوهم النظرياتيّ الذاهب إلى أن انعزال البشر وتهرُّبهم أفضل لهم، ذاهبة إلى أن تصميم كيفية المعيشة أهم كثيرًا من يُظن، وأن مواجهة المشكلات وتقليل أثرنا السلبي في مكان عيشتنا أفضل من التهرب من المشكلات على حساب البيئة، وأنّا ينبغي أن نرفع كفاءة مجتمعاتنا فلا يكون التهرب وبناء الحواجز أول رد فعل لها.