بدأ انتشار المسيحية في أرمينيا قبل اعتمادها رسميًا كديانة للدولة في أوائل القرن الرابع، رغم أن التفاصيل الدقيقة لتلك الفترة ما تزال غامضة. اعتنقت مملكة أرمينيا الكبرى المسيحية كديانة رسمية لها في مطلع القرن الرابع، لتصبح بذلك أول دولة (أو من أوائل الدول) التي تعتمد المسيحية كديانةً. اعتنق الملك الأرشكي لأرمينيا حينها، تيريداتس الثالث، المسيحية على يد غريغوريوس المستنير، الذي أصبح أول رأس للكنيسة الرسولية الأرمنية. يُعتبر العام 301 الميلادي هو التاريخ التقليدي لتحوّل أرمينيا إلى المسيحية، رغم أن بعض الباحثين اقترحوا تواريخ بديلة تتراوح بين عام 284 وحتى لا يتجاوز 325 ميلاديًا. تطلّب ترسيخ المسيحية في البلاد وقتًا أطول رغم أن هيكلية الكنيسة الأرمنية تأسست في تلك الفترة. تحقق أكبر تقدّم في هذا المسار بعد اختراع الأبجدية الأرمنية على يد ميسروب ماشدوتس، وترجمة الكتاب المقدس والطقوس الدينية إلى اللغة الأرمنية في القرن الخامس.
يُعدّ تنصير أرمينيا من أبرز الأحداث في تاريخ الشعب الأرمني، إذ ساهم بشكل جوهري في تشكيل هويته، وأبعد البلاد عن الروابط التي امتدت لقرون مع العالم الإيراني. تُعتبر الكنيسة الأرمنية أيضًا الإطار الذي حافظ على الهوية الأرمنية في ظل غياب كيان سياسي مستقل للأرمن.