علم المناسبات بين سور القرآن الكريم أو بين الآيات في السورة الواحدة هو من العلوم الدقيقة، التي تحتاج إلى فهم عميق لمقاصد القرآن الكريم، وتذوّق لنظمه المعجز وبيانه، بالإضافة إلى معايشة جو التنزيل. وغالبًا ما تطرأ على ذهن المفسر في صورة إشراقات فكرية أو روحية.
فإن كانت الآيات قد جُمعت بعد نزولها متفرقة، فإنها أثناء التنزيل نزلت مفرقة عن جمع، كأنها بناء قائم على قواعده، فلما أريد نقله إلى موضع آخر قُدّرت أبعاده ورُقّمت لبناته، ثم فُرّق أنقاضًا، فلم تلبث كل لبنة أن عرفت موضعها، فعاد البنيان مرصوصًا، يشدّ بعضه بعضًا، كهيئته الأولى.