نبذة سريعة عن تمرد الإخوان

تمرُّد الإخوان أو ثورة الإخوان هي ثورة مسلَّحة قادها بعضُ قادة حركة إخوان من أطاع الله السلفية الجهادية، على ملك مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. بدأت أولى مقدِّمات الثورة سنة 1926 في مؤتمر الأرطاوية بعد انتهاء الحرب النجدية الحجازية (1924- 1925) التي قضت على مملكة الحجاز. وأراد الإخوان بعد عودتهم من الحجاز مواصلة شنِّ الغارات على مناطق الانتداب البريطاني في العراق والكويت، في حين سعى الملك عبد العزيز لوقف تلك الهجَمات لتبرز بذلك بداية خلافهم مع الملك عبد العزيز.

في ذلك الوقت كانت السلطنة النجدية ملتزمة باتفاقية العقير مع بريطانيا بمنع الغزو بين قبائل نجد والعراق، وَفقًا لمعاهدة بحرة الموقعة عام 1925، إلا أن الملك عبد العزيز لم يكن قادرًا على منع الإخوان من الجهاد في العراق حتى حلول شتاء عام 1929 حين أدَّى اعتداء قوَّات ابن بجاد على تجَّار الجِمال النجديين من القصيم وعلى قبيلة شمر استياءً كبيرًا في نجد، فعزم عبد العزيز على محاسبة ابن بجاد، وحشد قوَّاته في الزُّلفي في 5 مارس (آذار)، والتحقَ به أغلب حاضرة نجد وقبائل شمر وحرب وقحطان، فيما التحق فيصل الدويش بابن بجاد في جراب بشمال الزلفي.

أرسل الملك عبد العزيز أحدَ كبار مشايخ الدين إلى ابن بجاد لإقناعه برفع الخلاف المتعلِّق بالمذابح التي ارتكبتها قوَّاته ضد تجَّار الجِمال والمسلوبات التي نُهبت، إلى محكمة دينية لتفصل فيه، إلا أن ابن بجاد رفض العرض بحُجَّة أن ذلك ما هو إلا مؤامرة عليه، وأن نهايته معروفة لما رأى أن رجال الدين أصدقاء لابن سعود، وسوف يُصدرون عليه حُكمًا بالإعدام. وحين أصرَّ الإخوان على موقفهم أمر الملك عبد العزيز قوَّاته بمهاجمة الإخوان في 29 مارس 1929، وأصيب الدويش بجروح بالغة، ووعد الملك بالإبقاء على حياته شرط أن يخضعوا لحُكم الشرع، وسمح له بالعودة إلى الأرطاوية وأن يعالجَ على أن يسلِّم نفسه للرياض بعد شفائه، في حين استسلم ابن بجاد في شقراء وسُجن في الرياض وتوفي في السجن.

حين تعافى الدويش من جراحه عاد لإشعال الثورة مرَّة أُخرى بانضمام العجمان إلى مطير، وشنُّوا غارات على قوَّات ابن سعود في مواقعَ متفرقة في نجد، وبسبب الصيف لم يقدر الملك عبد العزيز على حشد قوَّاته، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1929 انسحبت قوَّات الإخوان إلى الكويت حيث استسلمت في 10 يناير (كانون الثاني) 1930 إلى القوَّات البريطانية، فسُجن فيصل الدويش ونايف بن حثلين شيخ العجمان، وقبلهم سلطان بن بجاد أمير عتيبة في 1929، ومع انتهاء الثورة انتهت حركة الإخوان.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←