تمدد الحدود «بي إي» (بالإنجليزية: Boundary extension) هو ظاهرة في علم النفس المعرفي و«خطأ في التقييد» (يُدعى أحيانًا الإيجابية الكاذبة، ويشير إلى حالات يوضع فيها أحد الأشياء أو الأشخاص ضمن الحسبان عندما يُفترض استثناؤه) يتذكر الناس فيها مشاهد أو حدودًا لم تكن موجودةً أصلًا في الصورة الأصلية. يُدرس تمدد الحدود عادةً باستخدام اختبار الذاكرة المعرفية، إذ تُعرض على المشاركين سلسلة من الصور، ثم تظهر لهم صور جديدة مطابقة للقديمة أو مختلفة عنها في بعض النواحي، ويُسألون إذا كانت الصور متطابقة مع الصور الأصلية أم مختلفةً عنها.
على سبيل المثال، يُعرض على الناس عادةً صور ضيقة الزاوية، تظهر مساحةً أقل من المشهد، أو صور واسعة (عريضة) الزاوية، تظهر مجالًا أوسع من المشهد. يحاول المشاركون خلال «مرحلة الدراسة» تذكر تفاصيل الصورة، ثم خلال «مرحلة الاختبار» يحاولون تذكر كونها ضيقة أو واسعة الزاوية، إذ يخضع المشاركون للاختبار باستخدام الصور الأصلية. نتيجةً لذلك، هناك أربع حالات رؤية مختلفة يمكن أن يراها الناس في الصور: ضيق-ضيق، واسع-واسع، ضيق-واسع، واسع-ضيق.
إذا وجد المشاركون أن الصور الجديدة التي تحوي خلفيةً أوسع هي ذاتها الصور الأصلية، فهم بذلك يبدون ظاهرة «تمدد الحدود» لأنهم يمددون حدود الصورة الأصلية.
تطورت كيفية دراسة علماء النفس لتمدد الحدود عبر الزمن. درس الباحثون هذه الظاهرة بدايةً عبر الطلب من المشاركين أن يرسموا مشاهد من ذاكرتهم. بعد عدة دراسات، انتقل الباحثون إلى دراسة تمدد الحدود من خلال مهام التعرف على الصور التي تُستخدم حاليًا بشكل أوسع لدراسة تمدد الحدود.
ينجم تمدد الحدود عن محرضات متنوعة، فقد تحدث هذه الظاهرة مع الصور البسيطة والمعقدة، والأشياء البسيطة والمعقدة، والرسوم الخطية، والصور والأشياء المُكبرة والمُصغرة بدرجات متنوعة. يحدث تمدد الحدود متعدد الأنماط أيضًا مع حاستي اللمس والسمع. يحدث تمدد الحدود في أعمار متنوعة، إذ قد يظهر باكرًا عند الرضع بعمر 3 إلى 4 أشهر والأولاد الأكبر سنًا. يعتبر طلاب الكليات الجامعية عرضةً لهذه الظاهرة أيضًا، وكذلك البالغون الأكبر عمرًا. يحدث تمدد الحدود حتى عند الناس الذين يعانون من اضطرابات مثل متلازمة داون.
بما إن تمدد الحدود ظاهرة عالمية تتعلق بمحرضات مختلفة ومجموعات عمرية متنوعة، هناك العديد من الأسباب والأمثلة والسيناريوهات المحتملة لها. مثال ذلك، يميل الناس إلى رسم مشاهد كاملة بدلًا من الاقتصار على الموجود في الصورة. يضيف الناس بطبيعتهم خلفيات إضافية إلى المشاهد بصرف النظر عن كونهم ينظرون إليها فقط أو يرسمونها.
تصبح التفاصيل الإضافية التي تتجاوز الحدود الأساسية جزءًا من التمثيل الداخلي للمشهد المُتذكر في عقل الشخص. تؤثر العديد من الآليات المعرفية على تمدد الحدود، مثل خطأ مراقبة المصدر، ووجود مخطط إدراكي (نموذج عقلي يقدم إطارًا لتفسير المعلومات التي تدخل الذهن عبر الحواس، أو ينشط التوقعات حول كيف سيبدو مشهد إدراكي معين).