انخفضت نسبة تلوث الهواء في ألمانيا بشكل كبير خلال العقد الماضي. يتلوث الهواء بسبب النشاط البشري أو المصادر الطبيعية عند إطلاق المواد الضارة في الغلاف الجوي للأرض. اهتمت ألمانيا بتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من خلال التحول لاستعمال مصادر الطاقة المتجددة. ارتفع استخدام الطاقة المتجددة من 6.3٪ في عام 2000 إلى 34٪ في عام 2016. من خلال الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة، أصبحت ألمانيا رائدة في سياسة تغير المناخ وقائدة في مجال الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي وفي العالم، وذلك من خلال التخطيط لبرامج تطمح لتغيير المناخ وتحسينه.
حصل الهدف الحالي للحكومة الألمانية على الموافقة في 14 نوفمبر 2016، في خطة العمل المناخية الألمانية 2050، والتي تحدد التدابير التي يمكن لألمانيا من خلالها تلبية انبعاثات غازات الدفيئة بحلول عام 2050. ترغب ألمانيا بحلول عام 2050 في تخفيض نسبة إنتاج غازات الدفيئة لديها، بنسبة تتراوح من 80 إلى 95 في المائة وتريد تخفيضها بحلول عام 2030، بنسبة 55 في المائة، مقارنة بهدف الاتحاد الأوروبي البالغ 40 في المائة. من أجل تحقيق هذه الأهداف، تُستخدم مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات والسياسات بدلاً من التشريعات. تتمثل الاستراتيجيات الأربع التي تقوم عليها الحكومة الألمانية للسيطرة على تلوث الهواء، في وضع معايير للجودة البيئية، ومتطلبات خفض الانبعاثات وفقًا لأفضل التقنيات المتاحة، ولوائح الإنتاج، وتقليل الحد الأقصى المسموح به من الانبعاثات. من خلال هذه الاستراتيجيات، وُضعت القواعد الناظمة للسياسة العامة التي ساهمت في نجاح الحد من تلوث الهواء بشكل كبير في ألمانيا.
أدت سياسة التعريفة الألمانية في عام 2000، إلى زيادة كبيرة في استخدام الطاقة المتجددة وتقليل تلوث الهواء. قُدمت هذه الاستراتيجيات في ألمانيا لزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والكتلة الحيوية والطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقة الكهروضوئية، ما يساهم في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب تلوث الهواء، بالإضافة إلى مكافحة تغير المناخ. لقد كانت الحكومة الألمانية من بين الدول التي حددت أجندة المفاوضات الدولية المتعلقة بسياسة المناخ منذ أواخر الثمانينات. ومع ذلك، فقد أصبحت السياسات المناخية الوطنية والعالمية أولوية قصوى منذ تولي الحكومة الديمقراطية الاجتماعية المحافظة السلطة في عام 2005، ما دفع ألمانيا للتفاوض في ما يتعلق بالمناخات الأوروبية والدولية على حد سواء. على مدار العشرين عامًا الماضية، شهدت ألمانيا تطورًا وإيجابية فيما يتعلق بسياسات المناخ والطاقة، بالإضافة إلى تتبع مسار إيجابي وفريد للتغيير.
هناك ثلاثة محفزات رئيسية وضعت الألمان على هذا المسار الإيجابي ودفعتهم إلى أن يصبحوا قادة سياسة تغير المناخ في العالم. يعود السبب الأول إلى الأضرار الشائعة التي تلحق بصحة الإنسان، بسبب الضباب الدخاني وبسبب الأمطار الحمضية الناجمة عن تلوث الهواء. أما السبب الثاني، فهو صدمة أزمتي أسعار النفط، في عامي 1973 و 1979، والتي أبرزت مشكلة اعتماد الاقتصاد الألماني القوي على المصادر الأجنبية غير الموثوق منها. وأخيرًا السبب الثالث، القائم على المعارضة المتزايدة لاعتماد البلاد المتزايد على الطاقة النووية. بدأ يُنظر إلى تلوث الهواء على أنه مشكلة في ألمانيا بسبب هذه العوامل الثلاثة، ما دفع ألمانيا إلى وضع سياسات معينة للتحكم في تلوث الهواء. وقد تطورت ألمانيا الآن لتصبح رائدة في سياسات تغير المناخ بعدما كانت تُحاول التحكم في نسبة تلوث الهواء.