التكوُّن الأرومي هو مرحلة من مراحل التطوّر الجنيني المبكر لدى الحيوانات تُنتج فيها البُليسة (blastula). في تطوّر الثدييات، تتطوّر البُليسة لتُصبح الكيس الأرومي، الذي يتكوّن من كتلة خلوية داخلية متمايزة وغلاف خارجي يُعرف بالأدمة الأرومية. البُليسة، المشتقة من الكلمة اليونانية «βλαστός» (بلاستوس وتعني «برعم»)، هي كرة جوفاء من الخلايا تُعرف باسم «الأروميّات»، تُحيط بتجويف داخلي مملوء بسائل يُعرف باسم «التجويف الأرومي». يبدأ التطوّر الجنيني بتلقيح الحيوان المنوي للبويضة، ما يُنتج اللاقحة، التي تخضع لانقسامات خلوية متكرّرة تُشكّل في النهاية كتلة خلوية تُعرف بالتُّويتة (morula). ولا تُسمّى الجنين في هذه المرحلة بُليسة إلا عند تشكّل التجويف الأرومي. تسبق البُليسة مرحلة تكوّن «المعيدة»، التي تتشكّل فيها الطبقات الجنينية الأساسية.
من السمات الشائعة للبُليسة لدى الفقاريات أنّها تتكوّن من طبقة من الأروميّات تُعرف باسم «الأدمة الأرومية» تُحيط بالتجويف الأرومي. في الثدييات، يحتوي الكيس الأرومي على كتلة خلوية داخلية تُعرف باسم «الأروميّة الجنينية»، وهي التي ستُشكّل لاحقًا بُنى الجنين النهائية، وعلى طبقة من الخلايا تُدعى «الأروميّة الغاذية» تُشكّل الأنسجة خارج الجنينية.
خلال التكوّن الأرومي، تحدث داخل الجنين المبكر مجموعة من العمليات المهمّة لتأسيس استقطاب الخلايا، وتحديد مصيرها، وتكوين المحاور الجسمية، وتنظيم التعبير الجيني. في العديد من الحيوانات، مثل ذبابة الفاكهة (دروسوفيلا) والضفدع الإفريقي (زينوبُس)، يُعدّ الانتقال الوسيط في مرحلة البُليسة (MBT) خطوة حاسمة في التطوّر، إذ يُزال الحمض النووي الريبوزي الأمومي وتنتقل السيطرة على التطوّر إلى الجنين نفسه. وتعتمد العديد من التفاعلات بين الأروميّات على التعبير عن بروتينات الكادهيرين، وخصوصًا «إي-كادهيرين» لدى الثدييات و«إي بي-كادهيرين» لدى البرمائيات.
دراسة البُليسة وتحديد مصير الخلايا لها تطبيقات واسعة في بحوث الخلايا الجذعية وتقنيات الإنجاب المساعدة. في ضفدع زينوبُس، تتصرّف الأروميّات كخلايا جذعية متعددة القدرة يمكنها أن تسلك مسارات مختلفة تبعًا لإشارات الخلايا. وعند التلاعب بإشارات الخلايا في مرحلة البُليسة، يمكن توليد أنواع مختلفة من الأنسجة، وهو ما يُعدّ واعدًا في الطب التجديدي لعلاج الأمراض والإصابات. في التلقيح الصناعي، يُنقل الجنين إلى الرحم ليحدث الانغراس.