التقسيم حسب القدرات هي عملية تقسيم الطلاب حسب قدراتهم الأكاديمية إلى مجموعات وذلك في جميع المواد الدراسية أو في بعض الحصص الدراسية ومنهج دراسي محدد داخل المدرسة. وقد يشار إلى تلك العملية في بعض المدارس باسم تقسيم الطلاب حسب المستوى أو تصنيف الطلاب حسب المهارات. وحسب نظام التقسيم، يتم تصنيف جميع طلاب المدرسة إلى فصول دراسية حسب تقدير الإنجاز العام للطلاب: فوق المتوسط أو عادي أو أقل من المتوسط. ويحضر الطلاب الحصص الدراسية الأكاديمية مع طلاب يساوونهم في الإنجاز الأكاديمي العام.
فيما يتعلق بالطلاب الأكبر سنًا، تتشعب أنظمة التقسيم عادةً لتضم ما درسه الطلاب. فالطلاب في المجموعات المتقدمة أكاديميًا يدرسون الرياضيات الأكثر تقدمًا والمزيد من اللغات الأجنبية والآداب. بينما يدرس الطلاب في المجموعات الأكاديمية الأقل مستوىً المهارات المهنية مثل اللحام أو علم التجميل، أو مهارات الأعمال مثل الكتابة على الآلة الكاتبة أو مسك الدفاتر. وفي العادة لا يمنح الطلاب فرصة تعلم مواد دراسية تعد مناسبة أكثر لمجموعة أخرى، حتى وإن أظهر الطالب قدرة ورغبة في ذلك.
إن مجموعات القدرات ليست مرادفة لعملية التقسيم حسب القدرات. حيث تختلف عملية التقسيم حسب القدرات عن مجموعات القدرات من حيث النطاق والدوام. فمجموعات القدرات صغيرة وتتشكل بطريقة غير رسمية داخل الفصل التعليمي الواحد. وعادة ما يكون الإلحاق بمجموعة القدرات قصير الأمد (لا يستمر أبدًا لفترة أطول من سنة دارسية واحدة) ويختلف باختلاف المادة. ويقوم المدرس بإلحاق الطلاب بمجموعة القدرات (ويمكن تغيير ذلك في أي وقت)، ولا يتم تسجيل ذلك في سجلات الطالب. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يقسم المدرس الفصل التعليمي الذي يضم عادةً مزيجًا من طلاب مختلفي القدرات إلى ثلاث مجموعات في درس: الرياضيات: من يحتاجون إلى مراجعة المعلومات الأساسية قبل متابعة الشرح، ومن هم مستعدون لتعلم معلومات جديدة، ومن هم بحاجة إلى واجب يبعث على التحدي. وفي الدرس القادم قد يعيد المدرس الفصل إلى وحدة واحدة مختلفة القدرات أو قد يقوم بتقسيم الطلاب إلى مجموعات مختلفة.
كان نظام التقسيم حسب القدرات شائعًا في الدول الناطقة بالإنجليزية، ولكنه لم يعد مستخدمًا على نطاق واسع الآن. فكانت أنظمة تقسيم الطلاب حسب القدرات القوية تتشكل على أساس النظام الثلاثي في إنجلترا وويلز حتى السبعينيات من القرن العشرين، وحتى عام 2009 في أيرلندا الشمالية. وتستخدم ألمانيا نظامًا قويًا لتقسيم الطلاب حسب القدرات. فهناك، تحدد إنجازات الطلاب في السنوات الأربع الأخيرة العامة من التعليم الأساسي نوع المدرسة الثانوية التي سيسمح لهم بالانضمام إليها، ومن ثم نوع التعليم الذي سيحصلون عليه. وتستخدم في المدارس الأمريكية أنظمة تقسيم ضعيفة. فحسب هذا المنهج، تُلحق المدارس المحلية الطلاب بالفصول التعليمية حسب الإنجاز العام الذي يحققونه، وبهذا يتألف الفصل التعليمي بصورة أساسية من طلاب يكون الإنجاز الأكاديمي لهم مرتفعًا أو متوسطًا أو منخفضًا.