فكرة التقارب في الاقتصاد هي الفرضية القائلة بأن دخل الفرد في الاقتصادات الفقيرة سيميل إلى النمو بمعدلات أسرع من نظيره في الاقتصادات الأكثر ثراءً. نتيجة لذلك، يجب أن تتلاقى جميع الاقتصادات في نهاية المطاف من حيث دخل الفرد. للبلدان النامية القدرة على النمو بمعدل أسرع من البلدان المتقدمة لأن تناقص العائد (خاصة بالنسبة إلى رأس المال) ليس قويًا كما هي الحال في البلدان الغنية. إضافة إلى ذلك، يمكن للبلدان الأكثر فقرًا ان تنسخ طرق الإنتاج والتقنيات والمؤسسات الموجودة في البلدان المتقدمة.
يمكن أن يكون لمصطلح «التقارب» في أدبيات النمو الاقتصادي معنيين. يشير النوع الأول (يسمى أحيانًا «تقارب سيغما») إلى انخفاض في تباعد مستويات الدخل بين الاقتصادات. من ناحية أخرى، يحدث «تقارب بيتا» عندما تنمو الاقتصادات الفقيرة أسرع من الاقتصادات الغنية. يقول الاقتصاديون أن هناك «تقارب بيتا مشروط» عندما تواجه الاقتصادات «تقارب بيتا» ولكنه تقارب مشروط بتثبيت متغيرات أخرى (أي بمعدل الاستثمار ومعدل النمو السكاني). لنقول إن «تقارب بيتا غير المشروط» أو «تقارب بيتا المطلق» موجود، يجب أن ينخفض معدل نمو الاقتصاد عندما يقترب من حالته المستقرة. بحسب جاك غولدستون، «في القرن العشرين، بلغ التباعد الكبير ذروته قبل الحرب العالمية الأولى واستمر حتى أوائل السبعينيات، لكن، بعد عقدين من التقلبات غير المحددة، حلّ محلّه التقارب العظيم في أواخر الثمانينيات مع تحقيق بلدان العالم الثالث معدلات نمو اقتصادي أعلى بكثير من تلك الموجودة في معظم دول العالم الأول»، وبعليه، يجب اعتبار التقارب الحالي استمرارًا للتباعد الكبير.