خلال الحرب الشمالية العظمى (1700 – 1721)، عانت العديد من المدن والمناطق حول بحر البلطيق وشرق ووسط أوروبا من تفشي خطير للطاعون بلغت ذروته عام 1708 وحتى عام 1712. لربما كان هذا الوباء جزءًا من جائحة أثرت على المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى حتى البحر الأبيض المتوسط. انتشر على الأرجح عبر القسطنطينية إلى بينتشوف في جنوب بولندا، حيث سُجل لأول مرة في مستشفى عسكري سويدي عام 1702. انتشر الطاعون بعد ذلك عبر طرق التجارة والسفر والجيش، ووصل إلى ساحل البلطيق في بروسيا عام 1709، أثر على جميع المناطق المحيطة ببحر البلطيق بحلول عام 1711 ووصل هامبورغ بحلول عام 1712. لذلك، أثر مسار الحرب ومسار الطاعون على بعضهما البعض: في حين كان الجنود واللاجئون في الغالب سبيلًا للطاعون، فقد أثر عدد القتلى في الجيش وكذلك إخلاء المدن والمناطق الريفية، بشدة على إمكانية إمداد القوات أو مقاومة جيوش العدو.
كانت موجة الطاعون هذه هي الأخيرة التي أثرت على المنطقة المحيطة ببحر البلطيق، والتي شهدت عدة موجات من الطاعون منذ الموت الأسود في القرن الرابع عشر. إلا أنها كانت الموجة الأقسى في بعض المناطق. توفي المصابون في غضون أيام من بداية ظهور الأعراض. وصل متوسط عدد الوفيات في مناطق واسعة إلى ثلثي أو ثلاثة أرباع السكان وهُجرت العديد من المزارع والقرى تمامًا ولاسيما على الساحل الشرقي من بروسيا إلى إستونيا. مع ذلك، يصعب التمييز بين الوفيات الناجمة عن عدوى الطاعون الفعلية والوفيات الناجمة عن الجوع والأمراض الأخرى التي انتشرت مع الطاعون. في حين كان التهاب الغدد اللمفاوية (وذلك بظهور الدبل كعَرض ظاهري) من بين الأعراض، فقد كانت وسائل التشخيص المعاصرة غير متطورة، وغالبًا ما كانت سجلات الوفيات مبهمة أو غير كاملة أو مفقودة. تأثرت بعض البلدات والمناطق لمدة عام واحد فقط، بينما في أماكن أخرى تكرر الطاعون سنويًا على مدار عدة سنوات لاحقة. في بعض المناطق، سُجل عدد وفيات كبير بنحو غير متكافئ بين الأطفال والنساء، قد يكون ذلك بسبب المجاعة والتجنيد الإجباري للرجال.
نظرًا لأن سبب الطاعون لم يكن معروفًا لدى المعاصرين، مع وجود تكهنات تراوحت من أسباب دينية حول «الهواء الفاسد» إلى الملابس الملوثة، فكانت الوسيلة الوحيدة لمكافحة المرض هي الاحتواء، بفصل المرضى عن الأصحاء. أُنشئ حزام صحي حول المدن المصابة مثل سترالسوند وكونيغزبرغ؛ أُنشئ واحدٌ أيضًا حول دوقية بروسيا بأكملها وآخر بين سكانيا والجزر الدنماركية على طول مضيق أوريسند، مع اعتبار سالثولم محطة الحجر الصحي المركزية. أُنشئت «منازل الطاعون» لحجر الأشخاص المصابين داخل أسوار المدينة أو أمامها. ومثال على هذا هو مستشفى شاريتيه داخل أسوار مدينة برلين، التي سلمت من الطاعون.