التفريس، أو الفرسنة هو مصطلح في علم الاجتماع يشير إلى عملية التحوّل الثقافي التي تُفضي إلى تحويل جماعة أو مجتمع ما إلى كيان يحمل الطابع الفارسي، سواء من حيث اللغة أو الهوية أو القيم. وتُعدّ هذه العملية شكلاً من أشكال الاستيعاب الثقافي الذي يتضمن غالبًا تحولًا لغويًا، يتم خلاله إحلال اللغة الفارسية محلّ اللغة الأصلية للجماعة المستهدفة. ولا يقتصر هذا المصطلح على الثقافات فحسب، بل يشمل أيضًا الأفراد، الذين ينخرطون في الثقافة الفارسية إلى حدّ التماهي معها ويصبحون «متفرسين» أو «متأفرسين».
تاريخيًا، تم تطبيق المصطلح بشكل شائع للإشارة إلى تغييرات ثقافة الشعوب غير الإيرانية التي عاشت داخل المجال الثقافي الفارسي، خاصة خلال الفترات الإسلامية المبكرة والوسطى مثل العرب ومختلف شعوب جنوب القوقاز (مثل الجورجيين والأرمن والأذريين) والشعوب التركية بما في ذلك السلاجقة والعثمانيون والغزنويون. وقد تمثّل التفريس في تبنّي هذه الشعوب جوانب متعددة من الثقافة الفارسية، وعلى رأسها اللغة والأدب وأنماط الحكم والإدارة. كما امتد أثر التفريس خارج حدود فارس الجغرافية، ليشمل مناطق واسعة من الأناضول وجنوب آسيا، حيث تأثرت شعوب تلك المناطق بالثقافة الفارسية نتيجة التفاعل السياسي والحضاري مع الدول والإمبراطوريات ذات الطابع الفارسي.