تفاعل الجسم المضاد ومولد الضد، أو تفاعل الضد والمستضد، تفاعل كيميائي محدد بين الأجسام المضادة التي تنتجها خلايا الدم البيضاء البائية مع المستضدات أثناء التفاعل المناعي. تتحد المستضدات والأجسام المضادة من خلال عملية تسمى التراص. يعتبر التفاعل الأساسي الذي يستخدمه الجسم في حماية نفسه من الجزيئات المعقدة الغريبة، مثل العوامل الممرضة وذيفاناتها الكيميائية. في الدم، تربط الأجسام المضادة مولدات الضد على وجه التحديد برابطة ذات ألفة عالية ويشكلان معًا معقد الجسم المضاد-مولد الضد. ينتقل المعقد المناعي إلى الأنظمة الخلوية حيث يُدمر أو يُعطل.
قدم ريتشارد جاي غولدبيرغ أول وصف صحيح لتفاعل الجسم المضاد-مولد الضد في جامعة ويسكونسن في عام 1952. أصبح التفاعل معروفًا باسم «نظرية غولدبيرغ» (حول تفاعل الجسم المضاد-مولد الضد).
تتواجد أنواع عديدة من الأجسام المضادة ومولدات الضد، ويتمتع كل جسم مضاد بالقدرة على الارتباط بمولد ضد معين فقط. تعود نوعية الارتباط إلى التكوين الكيميائي المحدد لكل جسم مضاد. يتعرف المستوقع الموجود في الجسم المضاد، والمتوضع في منطقة متغيرة من السلسلة عديدة الببتيد، على العامل المستضدي أو الحاتمة. تحتوي المنطقة المتغيرة بدورها على مناطق تغير زائد مكونة من سلاسل فريدة من نوعها من الأحماض الأمينية لكل جسم مضاد. ترتبط مولدات الضد بالأجسام المضادة عبر تفاعلات ضعيفة وغير تساهمية مثل التفاعلات الكهروستاتيكية، والروابط الهيدروجينية، وقوى فان دير فالس، والتفاعلات الكارهة للماء.
تعتبر مبادئ النوعية والتفاعلية المتصالبة للتفاعل بين مولد الضد والأجسام المضادة مفيدة في المختبر السريري لأغراض التشخيص. يعتبر تحديد زمرة ABO الدموية أحد التطبيقات الأساسية لهذه التفاعلات. تستخدم أيضًا كتقنية جزيئية للعدوى بالعوامل الممرضة المختلفة، مثل فيروس العوز المناعي البشري، والميكروبات، والديدان الطفيلية.