التغيّر المناخي في ليبيا له تأثيرات عميقة، إذ تُعد البلاد من أكثر الدول عرضة لتبعاته ومن أقلها استعدادًا للتكيف معه. تقع ليبيا على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا، تشهد معدلات ارتفاع في درجات الحرارة تتجاوز المتوسط العالمي. فقد ارتفعت درجات الحرارة فيها بالفعل بما يزيد على 1.1 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تصل إلى نحو 4 درجات مئوية بحلول نهاية هذا القرن.
لقد كان لتغيّر المناخ آثار ملحوظة على البيئة الطبيعية والمجتمع على حد سواء. وتشهد ليبيا بالفعل بعضًا من هذه التأثيرات، مثل التصحّر وارتفاع منسوب سطح البحر والفيضانات والأنماط المناخية غير المنتظمة، ومن المتوقع أن تزداد حدّتها مستقبلًا. وتشكل هذه الظواهر تهديدات كبيرة لأمن ليبيا الغذائي والمائي، فضلاً عن التنمية الاقتصادية واستدامتها.
وقّعت ليبيا اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي في عام 2016، وصادقت على اتفاق باريس للمناخ في عام 2021. ومع ذلك، حتى عام 2024، لم تقدم ليبيا مساهماتها المحددة وطنيًا، ولم تحقق تقدمًا يُذكر في تطوير خطط التكيف.