التعلم الحواري، (بالإنجليزية: Dialogic learning)، هو التعلم الذي يحدث من خلال الحوار. عادة ما يكون نتيجة حوار المساواة. وبعبارة أخرى، نتيجة حوار يقدم فيه أشخاص مختلفون حجج منطقية تستند إلى صحة المنطق، وليس إلى نفوذ السلطة.
إن مفهوم «التعلم الحواري» ليس جديدًا ضمن التقليد الغربي، فكثيرا ما يرتبط بالحوار السقراطي.
في الآونة الأخيرة، تم ربط مفهوم «التعلم الحواري» بمساهمات من وجهات نظر وتخصصات مختلفة، مثل نظرية العمل الحواري (باولو فريري، 1970)، نهج البحث الحواري (ويلز، 1999)، نظرية العمل التواصلي (يورغن هابرماس، 1984)، مفهوم الخيال الحواري (ميخائيل باختين، 1981)، حوارية ذاتية (Soler، 2004).
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد عمل مجموعة مهمة من المؤلفين المعاصرين على مفاهيم الحوار. من بين هؤلاء، تجدر الإشارة إلى مؤلفين مثل:
جاك ميزيرو (1990، 1991، 2000) ونظريته في التعلم التحويلي.
مايكل فيلدنغ (2001)، الذي يرى الطلاب على أنهم عملاء جذريين للتغيير.
تيموثي كوشمان (1999)، الذي سلط الضوء على المزايا المحتملة لاعتماد الحوار كأساس للتعليم.
وآن سي. هارجراف (2000)، التي تثبت أن الأطفال في ظروف «التعلم الحواري»، يحققون مكاسب أكبر بكثير في المفردات، من الأطفال في بيئة قراءة أقل حوارية.
على وجه التحديد، تطور مفهوم «التعلم الحواري» (Flecha، 2000) من التحقيق والملاحظة لكيفية تعلم الناس خارج المدرسة وداخلها، عندما يُسمح بالتصرف، والتعلم بحرية.. وفي هذه المرحلة، من المهم ذكر «مجتمعات التعلم»، وهو مشروع تعليمي، يسعى إلى التحول الاجتماعي، والثقافي، للمراكز التعليمية ومحيطها من خلال التعلم الحواري، مع التركيز على الحوار المتساوي بين جميع أفراد المجتمع، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والأسر، الكيانات والمتطوعين.
في مجتمعات التعلم، من الأساسي مشاركة جميع أفراد المجتمع لأنه، كما تظهر الأبحاث، فإن عمليات التعلم، بغض النظر عن أعمار المتعلمين، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس، تعتمد بشكل أكبر على التنسيق بين جميع التفاعلات، والأنشطة التي تحدث في أماكن مختلفة من حياة المتعلمين، مثل المدرسة، والمنزل، ومكان العمل، أكثر من التفاعلات والأنشطة التي تم تطويرها في فضاءات التعلم الرسمي، مثل الفصول الدراسية. على هذا المنوال، يهدف مشروع «مجتمعات التعلم» إلى مضاعفة سياقات التعلم والتفاعلات بهدف وصول جميع الطلاب إلى مستويات أعلى من التطور (ليف فيغوتسكي، 1978).