استجابةً للمخاوف من أن الرماد البركاني المنبعث من ثوران بركان إيافيالايوكل في أيسلندا عام 2010 قد يتسبب في إتلاف محركات الطائرات، أغلق المجال الجوي المراقب في العديد من الدول الأوروبية أمام حركة المرور الخاضعة لقواعد الطيران الآلي ، مما أدى إلى أكبر إغلاق لحركة المرور الجوي منذ الحرب العالمية الثانية. وتسببت عمليات الإغلاق في تقطع السبل بملايين المسافرين في جميع أنحاء العالم.
أدى ثوران البركان في 14 أبريل إلى إغلاق متواصل في معظم أنحاء شمال أوروبا من 15 إلى 23 أبريل. ثم إغلاق المجال الجوي بشكل متقطع في أجزاء مختلفة من أوروبا في الأسابيع التالية، مع تتبع مسار سحابة الرماد.
تسببت سحابة الرماد في مزيد من الاضطرابات في عمليات السفر الجوي في:-
اسكتلندا وأيرلندا يومي 4-5 مايو.
إسبانيا والبرتغال وشمال إيطاليا والنمسا وجنوب ألمانيا في 9 مايو. وإغلاق المجال الجوي الأيرلندي والبريطاني مرة أخرى في 16 مايو وإعادة فتحه في 17 مايو.
ثار البركان تحت الجليد. مما أدى إلى تبريد الحمم البركانية بسرعة، وبالتالي تفتيتها إلى جزيئات صغيرة جدًا من الزجاج (السيليكا) والرماد، والتي حملها عمود الرماد البركاني . أرسلت جزيئات الرماد الدقيقة للغاية وبخار مياه ذوبان الجليد سحابة من الرماد الخطرة على الطائرات إلى طبقات الجو العليا. يعتمد وجود وموقع العمود على حالة الثوران والرياح. الكمية الكبيرة من مياه ذوبان الجليد المتدفقة إلى فتحة البركان جعلت هذا الانفجار شديد الانفجار لدرجة أنه قذف سحابة الرماد مباشرة إلى التيار النفاث، والذي كان مستقرًا بشكل غير عادي ويتجه نحو الجنوب الشرقي. ثم انتقلت السحابة بعد ذلك إلى أوروبا.
قدر اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA) أن الخطوط الجوية حول العالم ستخسر €148 million (200 million دولار أمريكي، £130 million) يوميًا أثناء السحابة. وذكر اتحاد النقل الجوي الدولي أن إجمالي الخسارة التي تكبدتها الخطوط الجوية بلغت نحو 1.3 مليار يورو (1.1 مليار جنيه إسترليني، 1.7 مليار دولار أمريكي). وقدر اتحاد مشغلي المطارات (AOA) أن المطارات خسرت 80 مليون جنيه إسترليني على مدى ستة أيام ونصف.
تم إلغاء ما يزيد عن 95000 رحلة جوية في جميع أنحاء أوروبا خلال حظر المجال الجوي الذي استمر ستة أيام، وثم إلغاء 107000 رحلة جوية خلال فترة 8 أيام، وهو ما يمثل 48% من إجمالي حركة المرور الجوي وحوالي 10 ملايين مسافر.
تولى مركز لندن الاستشاري للرماد البركاني (VAAC) مهمة تزويد هيئات الطيران المدني بمعلومات عن عمود الرماد البركاني عبر نشرات تحذيرية (VAA). واستنادًا إلى هذه المعلومات، اتخذت السلطات قرارات بشأن متى وأين يجب إغلاق المجال الجوي. وأدت قراراتهم إلى إلغاء رحلات جوية حول العالم، ولم يقتصر الأمر على البلدان التي قيدت مجالها الجوي.
في 16 أبريل 2010، تم إلغاء 16000 رحلة ركاب من أصل 28000 رحلة جوية مجدولة يوميًا في أوروبا،
وفي اليوم التالي تم إلغاء 16000 رحلة من أصل 22000 رحلة جوية مجدولة يوميًا. وبحلول 21 أبريل تم إلغاء 95000 رحلة جوية.
قبل ذلك، كانت القيود الأكثر صرامة على السفر الجوي في الآونة الأخيرة هي تلك التي فرضت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، عندما توقفت كل حركة المرور الجوي المدني في المجال الجوي الأميركي، لمدة ثلاثة أيام.
صرح البروفيسور بيل ماكجواير من مركز أبحاث أخطار أون بنفيلد في جامعة لندن في 15 أبريل بأن ثوران بركان لاكي الأيسلندي الشهير عام 1783، إذا تكرر اليوم فإنه سيعطل حركة الطيران في شمالية الكرة الأرضية لمدة ستة أشهر أو أكثر".
آخر مرة ثار فيها بركان إيافيالايوكل كانت في عام 1821، واستمر انبعاث الرماد من البركان لأكثر من عام. وقد توقع علماء الجيوفيزياء في أيسلندا استمرار انبعاث الرماد من البركان بنفس الكمية لعدة أيام أو أسابيع؛ وقال عالم الجيوفيزياء في مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي: "أن تأثير الرماد على حركة السفر يعتمد اتجاه الرياح وحالة الطقس".