فهم حقيقة تعدد الأصوات (أدب)

تعدد الأصوات أو البوليفونية (الروسية: полифония) في الأدب، هي خاصية سردية تنطوي على تعددية وجهات النظر والأصوات المتزامنة. يصف كاريل إيمرسون تعدد الأصوات بأنها «موقف تأليفي لامركزي من شأنه أن يمنح صلاحيةً لجميع الأصوات». استحدث ميخائيل باختين هذا المفهوم، مستخدمًا استعارةً مبنيةً على مصطلح البولوفونية الموسيقي.

استخدم باختين نصوص فيودور ودوستويفسكي النثرية باعتبارها مثالًا أوليًا على تعدد الأصوات. أكد باختين أن دوستويفسكي لا يشبه غيره من الروائيين السابقين من حيث ابتعاده عن تقديم «رؤية فردية» أو سرد المواقف بواسطة صوت تأليفي «مونولوجي». آثر دوستويفسكي السعي إلى كتابة روايات درامية كليًا وغنية بالأفكار، تاركًا وجهات النظر والشخصيات المتضاربة لتتطور على نحو غير متوازن. يعتقد باختين أن السمة الرئيسية لروايات دوستويفسكي هي «تعددية الأصوات المستقلة وغير المتراكبة، والوعي المتعدد المستقل وغير المتراكب، الذي يُعتبر تجسدًا حقيقيًا للبوليفونية المنطوية على أصوات ذات صلاحية كاملة». تتسم شخصيات دوستويفسكي الرئيسية بأنها «من صنع طبيعته التصميمية الخلاقة، ولا ينطبق هذا الأمر على عناصر خطابه التأليفي وحسب، بل على موضوعات شخصياته التي تحمل معنى الخطاب مباشرةَ».

يُعد تعدد الأصوات الأدبية ثمرة الحس الحواري بالحقيقة، جنبًا إلى جنب مع الموقف التأليفي الخاص الذي يتيح إدراك ذاك الحس في النص. يُعتبر الحس الحواري بالحقيقة -الذي يتجلى في كتابات دوستويفسكي- طريقةً مختلفةً جذريًا لفهم العالم بالمقارنة مع الطريقة المونولوجية. يرى باختين أنه ليس من الممكن فهم روايات دوستويفسكي في سياق الأسلوب المونولوجي للفكر الغربي، الذي يُعتبر بمثابة أسلوب فكري متعلق بـ «الحقيقة»، استطاع السيطرة على الدين والعلوم والفلسفة والأدب لقرون عديدة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←